Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 1-2)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ } لم يخاطبه الله كما خاطب غيره من الأنبياء ، حيث قال : يا موسى ، يا عيسى ، يا داود ، لكونه صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق على الإطلاق ، فخاطبه بما يشعر بالتعظيم والإجلال حيث قال : يا أيها النبي ، يا أيها الرسول ، وإن ذكر اسمه صريحاً ، أردفه بما يشعر بالتعظيم حيث قال : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ } [ الفتح : 29 ] { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ } [ آل عمران : 144 ] إلى غير ذلك . قوله : ( أي دم على تقواه ) دفع بذلك ما يقال : إن في الآية تحصيل الحاصل ، وسبب نزول هذه الآية ، أن أبا سفيان بن حرب ، وعكرمة بن أبي جهل ، وأبا الأعور عمرو بن سفيان السلمي ، قدموا المدينة ، فنزلوا على عبد الله بن أبي رأس المنافقين بعد قتال أحد ، وقد أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم الأمان على أن يكلموه ، فقام معهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وطعمة بن أبيرق ، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم وعنده عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومناة ، وقل إن لها شفاعة لمن عبدها ، وندعك وربك ، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر : يا رسول الله ، ائذن لنا في قتلهم ، فقال : إني أعطيتهم الأمان ، فقال عمر : اخرجوا في لعنة الله وغضبه ، فأمر النبي عمر أن يخرجهم من المدينة . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } تعليل للأمر والنهي . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } الواو ضمير الكفرة والمنافقين على قراءة التحتانية ، وضمير النبي وأمته على قراءة الفوقانية ، وهما قراءتان سبعيتان .