Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 142-147)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ } أي رسوله ، وهذا بيان لبعض قبائحهم . قوله : ( بإظهارهم خلاف ما أبطنوه ) أي من الإظهار الإيمان وإخفاء الكفر . قوله : ( فيفتضحون في الدنيا ) أي يفتضحون في الآخرة أيضاً لما روي أنه يوم القيامة حين يمتاز الكفار من المؤمنين ، تبقى هذه الأمة وفيها منافقوها فيتجلى الله لهم ، فيخرّ المؤمنون سجداً ، والمنافقون يصير ظهورهم طبقاً ، فلا يستطيعون السجود ، وروي أنهم يعطون على الصراط نوراً كما يعطى المؤمنون ، فيمضون بنورهم ثم يطفأ نورهم ، ويبقى نور المؤمنين فينادون المؤمنين : انظرونا نقتبس من نوركم ، وهو بمعنى قوله تعالى : { يَوْمَ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ } [ الحديد : 13 ] الآية . قوله : { كُسَالَىٰ } أي لعدم الداعية في قلوبهم وهو نصب على الحال ، والكسل الفتور والتواني ، قوله : { يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ } أي النبي وأصحابه ، والمعنى أنهم يقصدون بصلاتهم النجاة من النبي وأصحابه ، والجملة خال من كسالى . قوله : ( يصلون ) إنما سميت الصلاة ذكراً ، لأنها اشتملت عليه . قوله : { مُّذَبْذَبِينَ } حال من فاعل يراؤون ، وحقيقة المذبذب ما يذب ويدفع من كلا الجانبين مرة بعد أخرى ، وقد أفاده المفسر بقوله : ( مترددين ) قوله : { لاَ إِلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ } الخ ، متعلق في الموضعين بمحذوف حال من مذبذبين ، قدره المفسر بقوله : ( منسوبين ) . قوله : ( أي الكفار ) أي فيقتلون ويترتب عليهم أحكامه . وقوله : ( أي المؤمنين ) أي فينجون في الدنيا والآخرة . قوله : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } خطاب للمؤمنين الخلص . قوله : { لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ } أي كما فعل المنافقون ، فيرتب عليه الوعيد العظيم فاحذروا ذلك . قوله : { أَتُرِيدُونَ } الاستفهام إنكاري بمعنى النفي ، أي لا تريدون ذلك . قوله : { فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ } الدركات بالكاف منازل أهل النار ، والدرجات بالجيم منازل أهل الجنة . قوله : ( وهو قعرها ) أي لأنها سبع طبقات ، العليا لعصاة المؤمنين وتسمى جهنم ، والثانية لظى للنصارى ، والثالثة الحكمة لليهود ، والرابعة السعير للصابئين ، والخامسة سقر للمجوس ، والسادسة الجحيم للمشركين ، والسابعة الهاوية للمنافقين وفرعون وجنوده ، لقوله تعالى : { أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } [ غافر : 46 ] . قوله : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ } استثناء من قوله : { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ } . قوله : { مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ } ما استفهامية ، الباء سببية ، والاستفهام إنكاري بمعنى النفي . أي لا يفعل بعذابكم شيئاً حيث حسنت توبتكم ، ويصح أن تكون ما نافية والباء زائدة ومدخولها مفعول لقوله بفعل ، والمعنى ما يفعل عذابكم ، أي لا يعذبكم حيث صدقت التوبة ، فالمآل في المعنيين واحد . قوله : { وَآمَنْتُمْ } عطف على خاص على عام ، أو مسبب على سبب ، لأن الشكر سبب في الإيمان ، فإن الإنسان إذا تذكر نعم الله حملته على الإيمان .