Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 88-89)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَمَا لَكُمْ فِي ٱلْمُنَافِقِينَ } ما مبتدأ ولكم جاء ومجرور خبر ، وفي المنافقين متعلق بما تعلق به الخبر ، أو متعلق بمحذوف حال من فئتين ، لأنه نعت نكرة تقدم عليها ، أو متعلق بفئتين لتأويله بمشتق أي مفترقين ، وقوله : { فِئَتَيْنِ } خبر لصار المحذوفة كما قدره المفسر . قوله : { وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُمْ } الركس في الأصل النكس ، وهو قلب الشيء على رأسه ، فمعناه على هذا ردهم من حالة العلو وهو عز الإسلام ، إلى السفل وهو ذل الكفر بالسبي والقتل . قوله : ( ردهم ) أي عن القتال ومنعهم منه ، ولم يجر على أيديهم خير بسبب كسبهم ، لما في الحديث " إن العبد ليحرم الخير بالذنب يصيبه " وفي نسخة بددهم أي فرق شملهم وجمعهم . قوله : ( من الكفر الخ ) بيان لما كسبوا ، وقوله : ( والمعاصي ) عطف عام على خاص . قوله : ( للإنكار ) أي مع التوبيخ ، والمعنى لا تفترقوا في قتلهم ، أو لا تجعلوهم من المهتدين ، ولا تعدوهم منهم ، وهذا إشارة لليأس من هداهم ، فلم يهتدوا بعد ذلك أبداً . قوله : { كَمَا كَفَرُواْ } نعت لمحذوف ، والتقدير ودوا لو تكفرون كفراً مثل كفرهم . قوله : { فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ } مفرع على قوله : { حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } والجمع باعتبار الأفراد . قوله : { حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ } غاية في عدم اتخاذ الأولياء منهم ، والمعنى امتنعوا من اتخاذ الأولياء منهم إلى أن تقع منهم الهجرة ، بمعنى الجهاد في سبيل الله مخلصين له الدين . واعلم أن الهجرة ثلاثة أقسام : هجرة للمؤمنين في أول الإسلام وهي قوله تعالى للفقراء المهاجرين ، وهجرة المنافقين وهي خروجهم للقتال من رسول الله صابرين محتسبين لأغراض الدنيا وهي المرادة هنا ، وهجرة عن جميع المعاصي وهي التي قال فيها عليه الصلاة والسلام : " المهاجر من هجر ما نهى الله عنه " ، قوله : { فَإِنْ تَوَلَّوْاْ } أي أعرضوا عن عما أمرتهم به ، وقوله : ( وأقاموا على ما هم عليه ) دفع به ما يتوهم من قوله : { تَوَلَّوْاْ } أنه كان حصل منهم إقبال ثم أعرضوا ، فأجاب بأن المراد أقاموا وداموا على ما هم . قوله : { حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } أي في حل أو في حرم لأنهم من جملة الكفار ، فيفعل بهم ما فعل بسائر الكفار .