Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 2-5)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱلْعَزِيزِ } ( في خلقه ) أشار إلى أنه من عز ، بمعنى قهر وغلب . قوله : { غَافِرِ ٱلذَّنبِ } أي ماحيه من الصحف . واعلم أن غافر وغفار وغفور ، صيغ نسب على الصحيح ، لأن أوصافه على لا تفاوت فيها ، بخلاف أوصاف الحوادث . قوله : { وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ } أتى بالواو إشارة إلى أنه تعالى يجمع للمؤمنين بين محو الذنوب وقبول التوبة ، فلا تلازم بين الوصفين بل بينهما تغاير ، إذ يمكن محو الذنوب من غير توبة ، ويمكن قبول التوبة في بعض الذنوب دون بعض . قوله : ( مصدر ) وقيل جمع توبة كدوم ودومة . قوله : ( للكافرين ) أي وأما العصاة وإن عوقبوا ، فلا يعاملهم الله بالشدة . قوله : ( أي الإنعام الواسع ) وقيل : { ٱلطَّوْلِ } بالفتح المن ، وقيل : هو الغني والسعة ، وكلها ترجع لما قال المفسر . قوله : ( وهو موصوف على الدوام ) الخ ، هذه العبارة جواب عما يقال : إن الصفات الثلاث التي هي غافر وقابل وشديد مشتقات وإضافة المشتق لا تفيده تعريفاً ، فكيف وقعت صفات للمعرفة التي هي لفظ الجلالة ؟ فأجاب المفسر : بأن محل ذلك لم يقصد بالمشتق الدوام . وإلا تعرف بالإضافة نظير ما قيل في { مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ } [ الفاتحة : 4 ] . وأجيب أيضاً بأن الكل إبدال وهو لا يشترط فيه التبعية في التعريف . قوله : { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } يصح أن يكون حالاً ، لأن الجمل بعد المعارف أحوال ، ويصح أن يكون مستأنفاً . قوله : { إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } أي فيجازي كل واحد بعمله . قوله : { مَا يُجَادِلُ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ } أي في إبطالها والطعن فيها ، وهذا هو الجدال المذموم ، وأما الجدال في نصر آيات الله بالحجج القاطعة الذي هو وظيفة الأنبياء ومن على قدمهم فهم ممدوح ، ومنه قوله تعالى { وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ النحل : 125 ] . قوله : { فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ } الخ ، الفاء واقعة في جواب شرط مقدر تقديره : إذا علمت أنهم كفار فلا تحزن ، ولا يغررك إمهالهم ، فإنهم مأخوذون عن قريب ، وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم . قوله : { كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ } أي قبل أهل مكة ، وهو تسلية له صلى الله عليه وسلم أيضاً . قوله : { مِن بَعْدِهِمْ } أي من بعد قوم نوح . قوله : { لِيَأْخُذُوهُ } أي يتمكنوا من إصابته بما أرادوه به . قوله : ( أي هو واقع موقعه ) أي فهو عدل منه سبحانه وتعالى .