Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 51-51)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَن يُكَلِّمَهُ } { أَن } وما دخلت عليه في تأويل مصدر اسم { كَانَ } . قوله : { إِلاَّ } ( أن يوحى إليه ) أشار بذلك إلى أن { وَحْياً } منصوب على الاستثناء المفرغ ، خلافاً لمن قال إنه منقطع نظراً لظاهر اللفظ ، فإن الوحي ليس بتكليم ، والوحي الإشارة والرسالة والكتابة ، ولك ما ألقيته إلى غيرك ليعلمه ، ثم غلب استعماله فيما يلقى إلى الأنبياء . قوله : ( في المنام ) أي فرؤيا الأنبياء حق ، وذلك لما وقع للخليل حين أمر بذبح ولده في المنام ، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أنه يدخل مكة فصدق الله رؤياهما ، وقوله : ( أو بالإلهام ) أي الإلقاء في القلوب لا بواسطة ملك ، وقد يقع الإلهام لغير الأنبياء فإلهامخم محفوظ منه . قوله : { أَوْ } ( إلاَّ ) { مِن وَرَآءِ حِجَابٍ } أشار بذلك إلى أن { مِن وَرَآءِ حِجَابٍ } معطوف على { وَحْياً } باعتبار متعلقة تقديره إلا أن يوحي إليه أو يكلمه . قوله : ( ولا يراه ) أشار بذلك إلى أن المراد من الحجاب لازمه وهو عدم الرؤية . والحجاب وصف العبد لا وصف الرب . قوله : ( كما وقع لموسى عليه السلام ) أي في جميع مناجاته كما تقدم مفصلاً . قوله : { أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً } برفع اللام وكذا يوحي ونصبهما قراءتان سبعيتان ، فالرفع خبر لمحذوف أي هو يرسل ، والنصب على { وَحْياً } بإضمار أن ، قال ابن مالك : @ وإن على اسم خالص فعل عطف تنصبه إن ثابتاً أو منحذف @@ قوله : ( كجبريل ) أدخلت الكاف غيره كإسرافيل وملك الجبال ، فإن الله تعالى أرسل كلاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قوله : { إِنَّهُ عَلِيٌّ } ( عن صفات المحدثين ) أي منزه ومقدس عنها . قوله : { حَكِيمٌ } ( في صنعه ) أي يضع الشيء في محله . قوله : ( أي مثل إيحائناإلى غيرك ) إلخ ، التشبيه في مطلق الإيحاء والإرسال ، لأنه صلى الله عليه وسلم وقع له في الكلام والرؤية ، بخلاف باقي الأنبياء ، فهو من تشبيه الاكمل بالكامل ، بسابقية الكامل في الوجود ، فالحصر المتقدم بالنسبة للأنبياء غير نبينا صلى الله عليه وسلم فلا يقال : إن الآية تدل على أن الوحي منحصر في هذه الثلاثة ، ولا يشمل الكلام مشافهة ، مع أنه وقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم . قوله : ( هو القرآن ) هذا أحد تفاسير في الروح ، وقيل الرحمة ، وقيل هو الوحي ، وقيل الكتاب ، وقيل جبريل . قوله : ( به تحيا القلوب ) أي فشبه بالقرآن بالروح من حيث إن كلاً به الحياة ، فالقرآن به حياة الأرواح ، والروح بها حياة الأشباح .