Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 7-9)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللَّهِ } أي فلا تكذبوا عليه ، فإن الله يعلمه ببواطنكم فتفضحوا . قوله : { لَوْ يُطِيعُكُمْ } الخ ، حال من الضمير المجرور في { ٱللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ } والمعنى : أنه فيكم كائناً على حالة منكم يجب تغييرها ، وهي أنكم تودون أن يتبعكم في كثير من الحوادث ، ولو فعل ذلك لوقعتم في الجهل ، لكن عصمه الله رحمة بكم . قوله : ( لأثمتم دون ) أي فلا يأثم لعذره ، وقوله : ( إثم التسبب ) أي لا إثم الفعل ، لأنكم لم تفعلوا ، قوله : ( إلى المرتب ) أي الذي يرتبه النبي صلى الله عليه وسلم على أخباركم ويفعله ، كقتال بني المصطلق . قوله : { حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلإِيمَانَ } أي الكامل ، وهو التصديق بالجنان ، والإقرار باللسان ، والعمل بالأركان ، وإذا حبب إليهم الإيمان ، الجامع للخصال الثلاث ، لزم كراهتهم لأضدادها ، فلذلك قال : { وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ } الذي هو مقابلة التصديق بالجنان ، والفسوق الذي هو مقابلة الإقرار باللسان ، والعصيان الذي هو مقابلة العمل بالأركان . قوله : ( استدرك من حيث المعنى ) الخ ، أشار بذلك لدفع ما قيل إن ، لكن يشترط أن يكون ما بعدها مخالفاً لما قبلها ، نفياً وإثباتاً ، وتوضيح الجواب : أن الذين حبب إليهم الإيمان ، قد غايرت صفتهم صفة المتقدم ذكرهم ، فإن ما قيل : لكن يوهم أنهم على غير استقامة مع الله ورسوله ، فهو استدراك بحسب المعنى . قوله : ( مصدر منصوب ) الخ ، فيه مسامحة ، إذ هو اسم مصدر ، والمصدر إفضال ، ويصح أن يكون مفعولاً لأجله عامله حبب ، وما بينهما اعتراض ، وفي هذه الآية تنبيه على أن السعادة العظمى ، محبة الله ورسوله ، وكراهة أهل الكفر والفسوق . قوله : ( هي أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حماراً ) الخ ، ذكر القصة مختصرة ، ورواه الشيخان بطولها وحاصلها : أنه روي عن أسامة بن زيد ، أنه صلى الله عليه وسلم ركب على حمار عليه إكاف ، تحته قطيفة فدكية ، وأردف أسامة بن زيد وراءه ، يعود سعد بن عبادة في بني الحرث بن الخزرج قبل وقعة بدر ، قال : فسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى مر على مجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول ، وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي ، وإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود ، وفي المسلمين عبد الله بن رواحة ، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة ، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه ثم قال : لا تغيروا عليناـ فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وقف فنزل ، فدعاهم إلى الله تعالى ، وقرأ عليهم القرآن ، فقال عبد الله بن أبي سلول : أيها المرء ، إنه لا أحسن مما تقول ، أي لا شيء أحست منه إن كان حقاً ، فلا تؤذنا به في مجالسنا وارجع إلى رحلك ، فمن جاء فاقصص عليه ، فقال عبد الله بن رواحة : بلى يا رسول الله ، فأغشنا به في مجالسنا ، فإنا نحب ذلك ، فما لبث المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتحاربون ، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا . اهـ . قوله : ( ومر على ابن أبي ) أي وكان من الخزرج ، وقوله : ( فقال ابن رواحة ) أي وكان من الأوس . قوله : ( وسد ابن أبي أنفه ) أي وقال : إليك عني ، والله لقد آذاني نتن حمارك . قوله : ( فكان بين قوميهما ) أي وهما الأوس والخزرج . قوله : ( والسعف ) أي وهو جريدة النخل ، إذا كان عليه الخوص ، فإن جرد منه قيل له عسيب . قوله : ( وقرئ ) أي شذوذاً . قوله : { فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا } أي أبت النصحية والإجابة إلى حكم الله . قوله : { حَتَّىٰ تَفِيۤءَ } { حَتَّىٰ } هنا للغاية ، والنصب بأن المضمرة بعدها ، أي إلى أن ترجع إلخ . قوله : { فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ } أي النصح والدعاء إلى حكم الله . قوله : ( بالإنصاف ) أي فلا تجوروا على إحدى الطائفتين ، بل احكموا بينهما بالإنصاف . قوله : ( اعدلوا ) أشار به أن أقسط معناه عدل ، فهمزته للسلب ، بخلاف قسط ، فمعناه جار ، قال تعالى : { وَأَمَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً } [ الجن : 15 ] .