Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 31-35)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لِلْمُتَّقِينَ } المراد بهم من ماتوا على التوحيد . قوله : ( مكاناً ) قدره المفسر إشارة إلى أن قوله : { غَيْرَ بَعِيدٍ } صفة لموصوف محذوف ، فهو منصوب على الظرفية لقيامة مقام الظرف ، ولم يقل بعيدة ، إما لأنه صفة لمذكر محذوف ، أو لأن فعيلاً يستوي فيه المذكر والمؤنث ، وأتى بهذه الجملة عقب قوله : { وَأُزْلِفَتِ } للتأكيد ، كقولهم : هو قريب غير بعيد ، وعزيز غير ذليل ، إن قلت : إن الجنة مكان ، والشأن انتقال الشخص للمكان ، لا انتقال المكان للشخص . أجيب : بأنه أضاف القرب لها إكراماً للمؤمنين ، كأن الإكرام ينقل لهم ، وهو كناية عن سهولة وصولهم إليها . قوله : ( ويبدل من المتقين ) أي بإعادة الجار ، وجملة { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ } معترضة بين البدل والمبدل منه . قوله : ( حافظ لحدوده ) أي فحفيظ بمعنى حافظ لا بمعنى محفوظ . قوله : { مَّنْ خَشِيَ ٱلرَّحْمَـٰنَ } إما بدل من كل ، أو مستأنف خبر لمحذوف . قوله : ( خافه ولم يره ) أشار بذلك إلى أن قوله : { بِٱلْغَيْبِ } حال من المفعول ، والمعنى خشيه ، والحال أن الله غائب عنه ، أي متحجب بصفة جلاله وكبريائه ، ويصح أن يكون حالاً من الفاعل ، والمعنى خشي الرحمن ، والحال أن الشخص غائب عن الله أي محجوب عنه . قوله : ( أي سالمين من كل مخوف ) أشار بذلك إلى أن قوله : { بِسَلاَمٍ } حال من فاعل { ٱدْخُلُوهَا } وهي حال مقارنة . قوله : ( أو مع سلام ) أي إن دخولهم مصحوب بالسلام من بعضهم على بعض ، أو من الله وملائكته عليهم ، وحينئذ فالمعنى ادخلوها مسلماً عليكم . قوله : { ذَلِكَ } ( اليوم الذي حصل فيه الدخول ) الخ ، فائدة هذا القول ، بشرى للمؤمنين وطمأنينة قلوبهم . قوله : { لَهُم مَّا يَشَآءُونَ } أي ما يشتهون ويريدونه يحصل لهم عاجلاً ، وقوله : { فِيهَا } إما متعلق بـ { يَشَآءُونَ } أو حال من { مَّا } . قوله : ( زيادة على ما عملوا وطلبوا ) أي وهو النظر إلى وجه الله الكريم لما قيل : يتجلى لهم الرب تبارك وتعالى كل ليلة جمعة في دار كرامته ، فهذا هو المزيد ، وقيل : إن السحابة ثمر شجرة تمر بأهل الجنة ، فتمطرهم الحور فيقلن : نحن المزيد الذي قال الله فيه { وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } .