Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 72-75)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ } أي سبق لهم الإيمان والانتقال مع رسول الله من مكة إلى المدينة ، وهم السابقون الأولون الذين حضروا الغزوات قبل الفتح ، الذين قال الله فيهم للفقراء المهاجرين { الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } [ الحشر : 8 ] : قوله : { بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ } متعلق بجاهدوا أي بذلوا أموالهم وأنفسهم في سبيل الله . قوله : { وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ } ( النبي ) أي والمهاجرين ، ولم يذكرهم المفسر لأنهم تبع لرسول الله . قوله : ( وهم الأنصار ) أي الذين قال الله فيهم { وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ وَٱلإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } [ الحشر : 9 ] . قوله : ( في النصرة والإرث ) أي فكان الأنصار ينصرون المهاجرين وبالعكس ، وكان المهاجري يرث الأنصاري الذي آخاه معه رسول الله وبالعكس . قوله : { وَلَمْ يُهَاجِرُواْ } أي بأن أقاموا بمكة . قوله : ( بكسر الواو وفتحها ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { مِّن شَيْءٍ } ( من ) زائدة ، و { شَيْءٍ } مبتدأ خبره الجار والمجرور قبله . قوله : ( فلا إرث بينكم وبينهم ) أي لا إرث بين المهاجرين والأنصار ، وبين الذين لم يهاجروا . قوله : ( ولا نصيب لهم في الغنيمة ) اعترض بأن الغنيمة لا يأخذها إلى من قاتل ، وهؤلاء لم يقاتلوا ، فالأولى حذف هذه العبارة . قوله : ( وهذا منسوخ ) اسم الإشارة على ما تقدم ، من أن الإرث بين المهاجرين والأنصار ثابت بالإيمان والهجرة ، ومنفي بين من لم يهاجر وبين الأنصار والمهاجرين . قوله : ( بآخر السورة ) أي وهو قوله : { وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ } قوله : { وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ } أي طلبوا منكم النصرة لأجل إعزاز الدين ، والضمير عائد على { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ } . قوله : { إِلاَّ عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ } أي من الكفار ، وهم أهل مكة . قوله : ( وتنقضوا عهدهم ) أي الصلح الكائن بالحديبية سنة ست على ترك القتال عشر سنين . قوله : ( في النصرة والإرث ) أي فهما ثابتان بين الكفار بعضهم لبعض . قوله : ( فلا إرث بينكم وبينهم ) أي ولا نصرة . قوله : { إِلاَّ تَفْعَلُوهُ } إن شرطية مدغمة في لا النافية ، و { تَفْعَلُوهُ } فعل الشرط ، و { تَكُنْ } جواب الشرط . والمعنى : إن لم تفعلوا ما ذكر من تولي المؤمنين وقطع الكفار ، بل توليتم الكفار ، وقطعتم المؤمنين ، تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ، لأنه يترتب على ذلك ، قوة الكفار ، وضعف المسلمين ، وهذا ما حل به المفسر ، ويحتمل أن لا زائدة والمعنى : إن تفعلوا ما نهيتم عنه من موالاة الكفار وقطع المؤمنين . قوله : { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ } إلخ ليس مكرراً مع ما تقدم ، لأن ما هنا بيان لفضلهم ، وما تقدم بيان لكونهم أولياء بعض ، وأيضاً ما تقدم في الهجرة قبل عام الحديبية ، وما هنا في الهجرة قبل الفتح ، وكان قبل الحديبية أو بعدها . قوله : { أُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً } أي الكاملون في الإيمان بلا شك . قوله : ( لهم مغفرة ) أي لذنوبهم . قوله : { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } أي لا تعب فيه ولا مشقة ، ويؤخذ من هذه الآية أن جميع المهاجرين والأنصار مبشرون بالجنة من غير سابقة عذاب ، وأما ما ورد من أن المبشرين عشرة ، فلأنهم جمعوا في حديث واحد . قوله : { مِن بَعْدُ } أي بعد الحديبية قبل الفتح ، ولأنه بعد الفتح لا هجرة . قوله : { فَأُوْلَـٰئِكَ مِنكُمْ } أي محسوبون منكم ، وفي الآية دليل على أن المهاجرين الأولين أعلى وأجل من المتأخرين بالهجرة ، لأن الله ألحقهم بهم ، ومن المعلوم أن المفضول يلحق بالفاضل . قوله : { وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ } هذه الآية نزلت بعد الفتح ، وهي ناسخة للآية المتقدمة ، وهي ميراث المهاجرين للأنصار . قوله : ( من التوارث ) متعلق بأولى . قوله : ( أي اللوح المحفوظ ) وقيل المراد بها القرآن ، لأن قسمة المواريث مذكورة في سورة النساء من كتاب الله وهو القرآن . قوله : ( ومنه حكمة الميراث ) أي التوارث بمقتضى الإيمان والهجرة بدون قرابة ونسخة والتوارث بالقرابة .