Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 86, Ayat: 1-4)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } الخ ، قد كثر منه تعالى في كتابه المجيد ذكر السماء والشمس والقمر والنجوم ، لأن أحوالها في أشكالها وسيرها ومطالعها ومغاربها عجيبة ، دالة على انفراد صانعها بالكمالات ، لأن الصنعة تدل على الصانع ، قال بعضهم : @ تلك آثارنا تدل علينا فانظروا بعدنا إلى الآثار @@ قوله : ( أصله كل آت ) الخ ، أي ثم توسع فيه ، فسمي به كل ما ظهر بالليل كائناً ما كان ، ثم توسع به فسمي به كل ما ظهر مطلقاً ليلاً ، أو نهاراً ومنه حديث : " أعوذ بك من شر طارق الليل والنهار ، إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن " . والطارق مأخوذ من الطرق وهو الدق ، سمي به الآتي ليلاً ، لاحتياجه إلى طرق الباب غالباً ، منه المطرقة بالكسر وهي ما يطرق به الحديد . قوله : { وَمَآ أَدْرَاكَ } الاستفهام للإنكار وقوله : { مَا ٱلطَّارِقُ } الاستفهام للتعظيم والتفخيم . قوله : { ٱلنَّجْمُ } خبر لمحذوف قدره المفسر بقوله : ( هو ) واعلم أنه تعالى أقسم أولاً بما يشترك به النجم وغيره وهو الطارق ، ثم أتى بالاستفهام عنه تفخيماً وتعظيماً ثم فسره بالنجم ، إزالة لذلك الإبهام الحاصل بالاستفهام . قوله : ( الثريا أو كل نجم ) هذان قولان من ثلاثة ، ثالثها : أن المراد به زحل ، ومحله في السماء السابعة ، لا يسكنها غيره من النجوم ، فإذا أخذت النجوم أمكنتها من السماء هبط فكان معها ، ثم يرجع إلى مكانه من السماء السابعة ، فهو طارق حين ينزل وحين يصعد . قوله : ( وجواب القسم ) الخ ، أي وما بينهما اعتراض ، جيء به تفخيماً للمقسم به . قوله : ( فهي مزيدة ) أي و { كُلُّ } مبتدأ ، و { عَلَيْهَا } خبر مقدم ، و { حَافِظٌ } مبتدأ مؤخر ، والجملة خبر { كُلُّ } . قوله : ( واسمها محذوف ) فيه نظر بل هي مهملة لا عمل لها ، لأن لام الفرق يؤتى بها عند الإهمال لا عند الإعمال ، كما قال ابن مالك : @ وخففت إن فقلّ العمل وتلزم اللام إذا ما تمهل @@ قوله : ( واللام فارقة ) أي بين المخففة والنافية . وقوله : ( وبتشديدها ) أي وهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( والحافظ من الملائكة ) الخ ، يحتمل أن يراد الحفظ من العاهات والآفات ، وهو عشرة بالليل وعشرة بالنهار لكل آدمي ، فإن كان مؤمناً ، وكل الله به مائة وستين ملكاً ، يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل الذباب ، ولو كان العبد إلى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين ، أو حفظ الأعمال ، وهما رقيب وعتيد ، وعليه درج المفسر ، وقيل : المراد بالحفظ الله تعالى ، فتحصل أن الحافظ قيل الكاتب أو مطلق الملائكة الحفظة أو الله تعالى ، والأحسن أن يراد ما هو أعم .