Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 86, Ayat: 9-17)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } ظرف لرجعه لا لقادر ، لأنه تعالى قادر على جميع الأوقات ، لا تختص قدرته بوقت دون وقت . قوله : ( ضمائر القلوب ) أي ما أخفي فيها ، وقيل : السراء فرائض الأعمال : كالصلاة والصوم والوضوء والغسل من الجنابة ، فإنها سرائر بين الله وبين العبد ، ولو شاء العبد لقال : صمت ولم يصم ، وصليت ولم يصل ، واغتسلت من الجنابة ولم يغتسل ، فيختبر حتى يظهر من أداها من ضيعها ، فيبيض وجه المؤدي ، ويسود وجه المضيع . قوله : { فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ } أي في نفسه ، وقوله : { وَلاَ نَاصِرٍ } أي من غيره . قوله : ( المطر ) هذا أحد أقوال ، وقيل : { ٱلرَّجْعِ } الأحوال التي تجيء وتذهب ، كالليل والنهار والأمطار ، والفصول من الشتاء وما فيه من يرد ونحوه ؛ والصيف وما فيه من حر ونحوه ، وقيل : المراد ذات النفع ، وقيل : ذات الملائكة لرجوعهم فيها بأعمال العباد . قوله : ( الشق عن النبات ) وقيل : ذات الحرث لأنه يصدعها ، وقيل : ذات الطريق التي تصدعها المشاة ، وقيل : غير ذلك ، واعلم أنه تعالى كما جعل كيفية خلق الحيوان دليلاً على معرفة المبدأ والمعاد ، ذكر في هذا القسم كيفية خلقه النبات ، فقوله : { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ } أي هي كالأب { وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } هي كالأم تتولد من بينهما النعم العظيمة التي ينتفع به ما دامت الدنيا . قوله : { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } جواب القسم الذي هو { وَٱلسَّمَآءِ } الخ ، والمراد بالفصل الحكم الذي ينفصل به الحق من الباطل . قوله : { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } أي بل هو جد كله ، فالواجب أن يكون مهاباً في الصدر ، معظماً في القلوب ، كيف وهو خطاب رب العالمين لعباده ، فالإصغاء إليه والاستماع له ، والائتمار بأوامره والانتهاء بنواهيه فرض . قوله : { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } اختلف فيها فقيل : هي القاء الشبهات كقولهم { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } [ الأنعام : 29 ] { مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } [ يس : 78 ] ونحو ذلك ، وقيل : قصد قتله صلى الله عليه وسلم ، والأحسن أن يراد ما هو أعم . قوله : { وَأَكِيدُ كَيْداً } أي أجازيهم على كيدهم ، وسمي الجزاء كيداً مشاكلة ، وقيل : المعنى أعاملهم معاملة ذي الكيد ، بأن أمدهم ظاهراً بالنعم استدراجاً لهم ، وعليه اقتصر المفسر . قوله : { فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ } أي لا تستعجلهم بالانتقام منهم ولا بالدعاء عليهم . قوله : ( مخالفة اللفظ ) أي من حيث إن الأول مسند للظاهر مع التضعيف ، والثاني مسند للضمير مع الهمز . قوله : ( على الترخيم ) راجع لقوله : ( أو أرواداً ) أي تصغير ترخيم وهو حذف الزوائد ، واعلم أن { رُوَيْداً } يستعمل مصدراً بدل من اللفظ بفعله ، فيضاف تارة كقوله فضرب الرقاب ، ولا يضاف أخرى نحو رويداً رويداً ، ويقع حالاً نحو ساروا رويداً أي متمهلين ، ونعتاً مصدر محذوف نحو ساروا رويداً أي سيراً رويداً . قوله : ( ونسخ الامهال بآية السيف ) أي على أن المعنى : اترك الكافرين ولا تتعرض لهم ، واصبر على أذاهم .