Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 100-101)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱلسَّابِقُونَ } مبتدأ ، و { ٱلأَوَّلُونَ } صفته ، وقوله : { مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ } حال { وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم } معطوف على { وَٱلسَّابِقُونَ } والخبر قوله : { رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ } إلخ . قوله : { وَٱلأَنْصَارِ } أي وهم الأوس والخزرج . قوله : ( وهم من شهد بدراً ) أي لأنهم أفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين ، وعليه تكون ( من ) للتبعيض . قوله : ( أو جميع الصحابة ) أي فتكون _ من ) بيانية ، وقيل المراد بهم أهل بيعة الرضوان ، وكانوا ألفاً وخمسمائة ، وقيل المراد بهم أهل أحد ، وقيل كل من دخل الإسلام قبل الفتح لقوله تعالى : { لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ ٱلْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَـٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَاتَلُواْ وَكُلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ } [ الحديد : 10 ] . قوله : ( إلى يوم القيامة ) أي فيشمل صلحاء كل زمان . قوله : { رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ } أي قبل أعمالهم ، وأثابهم عليها وأعطاهم ما لم يعط أحداً ، من خلقه . قوله : { وَرَضُواْ عَنْهُ } أي قبلوا ما أعطاهم الله لما في الحديث : " ما لنا لا نرضى ، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك " فيقول : أنا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون : وأي شيء أفضل من هذا ؟ فيقول : أحل عليكم رضواني ، فلا أسخط بعده أبداً " قوله : ( وفي قراءة بزيادة من ) أي وهي سبعية لابن كثير ، ومعلوم أنه يقرأ بالصلة ، فمن قرأ بقراءته وصل اتبعوهم وعنهم ولهم بأن يشبع ضمة الميم في الجميع . قوله : { ذٰلِكَ } أي ما تقدم من الرضا والجنان . قوله : { ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } أي الظفر بالمقصود الذي لا يضاهى . قوله : { وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ } خبر مقدم ، و { مُنَٰفِقُونَ } مبتدأ مؤخر ، و { مِّنَ ٱلأَعْرَابِ } بيان لمن { وَمِنْ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ } خبر مقدم ، والمبتدأ محذوف تقديره ( ومنافقون أيضاً ) وجملة { مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ } صفة لذلك المحذوف ، فيكون من عطف الجمل ، أو خبر بعد خبر ، توسط بينهما المبتدأ ، ويكون من عطف المفردات . قوله : ( كأسلم ) إلخ ، أي بعض هذه القبائل ، فلا ينافي ما تقدم من مدحهم في قوله : { وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن } [ التوبة : 99 ] { وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ } [ التوبة : 99 ] . قوله : { مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ } أي تمرنوا عليه ، ولم يتوبوا منه . قوله : { لاَ تَعْلَمُهُمْ } إن قلت : كيف نفى علمه بحال المنافقين هنا ، وثبته في قوله : ( ولتعرفنهم في لحن القول ) فالجواب : أن آية النفي نزلت قبل آية الإثبات . قوله : ( بالفضيحة أو القتل ) أشار بذلك إلى أنه اختلف في المرة الأولى ، ولكن القول الأول هو الصحيح ، لأن أحكام الإسلام في الظاهر جارية على المنافقين ، فلم يقتلوا ، ولو يؤسروا ، والفضيحة بإخراجهم من المسجد ، لما في الحديث " عن ابن مسعود ، خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن منكم منافقين ، فمن سميته فليقم ، ثم قال : قم يا فلان فإنك منافق ، حتى سمى ستة وثلاثين " قوله : ( وعذاب القبر ) هذه هي المرة الثانية ، وستأتي الثالثة في قوله : { ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ } فقد صار عذاب المنافقين ثلاث مرات .