Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 103-105)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } ( من ) للتبعيض والجار والمجرور حال من { صَدَقَةً } ووجد المسوغ وهو وصفها بقوله : { تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } والمعنى خذ بعض الأموال التي خرجوا عنها لله ورسوله ، وذلك أنه لما نزلت فيهم الآية ، وحلهم رسول الله ، أتوا وقالوا : هذه أموالنا التي خلفتنا عنك ، خذها فتصدق بها وطهرنا واستغفر لنا ، فقال : ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً ، فنزلت { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } الآية . قوله : { تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ } الأقرب أن التاء للخطاب ، وحذف قوله : { بِهَا } من الأول ، لدلالة الثاني عليه ، والمعنى خذ يا محمد بعض أموالهم صدقة ، حال كونك مطهراً لهم بها وتزكيهم بها ، ومعنى تزكيهم تنميهم وتزيدهم بسبب أخذها خيراً . قوله : ( فأخذ ثلث أموالهم ) أي كفارة لذنوبهم ، ويؤخذ من ذلك أن ما قال : مالي صدقة في سبيل الله أو للفقراء ، يكفيه ثلثه وهو مذهب مالك ، وعموم الآية يشمل الصدقة الواجبة والمندوبة . قوله : { إِنَّ صَلَٰوتَك } بالجمع والإفراد هنا ، وفي هو في قوله : ( أصلواتك تأمرك ) قراءتان سبعيتان ، والمعنى دعواتك رحمة لهم وطمأنينة ، وهذا في حياة رسول الله ، وأما بعد وفاته ، فدعاء الخليفة يقوم مقام دعاء النبي ، وأيضاً الأعمال تعرض عليه صباحاً ومساءً ، فإن رأى خيراً حمد الله ، وإن رأى غير ذلك ، استغفر لنا ، كما ورد في الحديث " حياتي خير لكم ، ومماتي خير لكم ، تعرض علي أعمالكم في الصباح وفي المساء ، فإن وجدت خيراً ، حمدت الله ، وإن وجدت سوءاً ، استغفرت لكم " فدعاء رسول الله حاصل في حياته وبعد موته ، ولا عبرة بمن ضل وزاغ عن الحق وخالف في ذلك . قوله : { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } أي بالأقوال والأفعال . قوله : { أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ } أي التائبون . قوله : { أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ } { هُوَ } مبتدأ وجملة { يَقْبَلُ } خبره ، والجملة خبر إن وجملة إن واسمها وخبرها ، سدت مسد مفعولي يعلم أو مفعولها . قوله : { عَنْ عِبَادِهِ } متعلق بيقبل و { عَنْ } بمعنى من ، ويجوز أن تكون باقية على معناها للمجاوزة ، والمعنى يتجاوز عباده بقبول توبتهم . قوله : { وَيَأْخُذُ ٱلصَّدَقَاتِ } أي يثيب صاحبها وعبر عن القبول بالأخذ ، ترغيباً لهم في بذل الأموال . قوله : ( والاستفهام للتقرير ) أي وهو حمل المخاطب على الإقرار بالحكم . قوله : ( تهييجهم ) أي حثهم وترغيبهم . قوله : ( لهم أو الناس ) تفسيران في الآية . قوله : { ٱعْمَلُواْ } ( ما شئتم ) في ذلك وعد عظيم للطائعين ، ووعيد للعاصين ، والمعنى اعملوا أيها التائبون ، أو أيها الناس عموماً ما شئتم من خير ، فيجازيكم عليه بالثواب أو شر ، فيجازيكم عليه بالعقاب ، أو يعفو الله عنكم . قوله : { فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ } أي يحصيه ويجازيكم عليه ، فالاستقبال بالنظر للجزاء . قوله : { وَرَسُولُهُ } أي لأن الأعمال تعرض عليه . قوله : { وَٱلْمُؤْمِنُونَ } أي فيكون ذلك الجزاء ، إما فرحاً وسروراً بين أهل الموقف ، أو حزناً وسوءاً بينهم . قوله : { فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي فيحاسبكم على جميع ما قدمتموه . قوله : ( بالهمز ) أي المضموم ( وَتَرَكَهُ ) أي مع سكون الواو ، وقراءتان سبعيتان . قوله : ( عن التوبة ) أي عن قبولها ، وإلا فقد وقعت منهم التوبة ، غير أنهم لم يعتذروا للنبي صريحاً ، وإنما ندموا وحزنوا وصمموا على التوبة سراً .