Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 107-108)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ } بالواو ودونها ، قراءتان سبعيتان ، والأحسن إعراب الاسم الموصول مبتدأ ، وعلى كل خبره محذوف قدره المفسر بقوله : ( منهم ) والواو إما للعطف على الجمل المتقدمة ، كقوله : { وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَاتِ } [ التوبة : 58 ] { وَمِنْهُمُ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلنَّبِيَّ } [ التوبة : 61 ] { وَمِنْهُمْ مَّنْ عَاهَدَ ٱللَّهَ } [ التوبة : 75 ] عطف قصة على قصة أو للاستئناف . قوله : { ضِرَاراً } إما مفعول لأجله ، أو مفعول ثان لاتخذوا . قوله : ( لأهل مسجد قباء ) أشار بذلك إلى أن متعلق الضرار محذوف . قوله : ( بأمر أبي عامر الراهب ) أي وهو ولد حنظلة غسيل الملائكة . قوله : ( معقلاً له ) أي ملجأ . قوله : ( وكان ذهب ) إلخ ، حاصل ذلك : أن أبا عامر قد ترهب في الجاهلية ، وليس المسوح وتنصر ، فلما " قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، قال أبو عامر : ما هذا الذين الذي جئت به ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : جئت بالحنيفية دين إبراهيم ، قال أبو عامر : فأنا عليها ، قال له النبي : إنك لست عليها ، قال أبو عامر : بلى ، ولكنك أدخلت في الحنيفية ما ليس منها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما فعلت ، ولكن جئت بها بيضاء نقية ، قال أبو عامر : أمات الله الكاذب منا طريداً غريباً وحيداً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : آمين ، وسماه أبا عامر الفاسق ، فلما كان يوم أحد ، قال أبو عامر الفاسق للنبي : لا أجد قوماً يقاتلونك إلا قاتلتك معهم ، فلم يزل كذلك إلى يوم حنين ، فلما انهزمت هوازن يئس أبو عامر ، فخرج هارباً إلى الشام ، فأرسل إلى المنافقين ، أن أعدوا ما استطعتم من قوة ومن سلاح ، وابنوا لي مسجداً ، فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم ، فآتي بجند من الروم ، فأخرج محمداً وأصحابه ، فبنوا مسجد الضرار إلى جنب مسجد قباء ، فلما فرغوا من بنائه ، أتوا رسول الله وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا : يا رسول الله ، إنا قد بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة ، وإنا نحب أن تأتينا وتصلي لنا في وتدعو بالبركة ، فقال رسول الله : إني على جناح سفر ، ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم فصلينا فيه ، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك راجعاً ، نزل بذي أوان ، وهو موضع قريب من المدينة ، فأتاه المنافقون وسألوه أن يأتي مسجدهم ، فدعا بقميصه ليلبسه ويأتيهم ، فنزلت هذه الآية ، وأخبره جبريل خبر مسجد الضرار وما هموا به ، فدعا رسول الله مالك بن الدخشم ، ومعن بن عدي ، وعامر بن السكن ، ووحشياً ، فقال لهم : انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله ، فاهدموه واحرقوه ، فخرجوا مسرعين حتى أتوا بني سالم بن عوف ، وهم رهط مالك بن الدخشم ، فقال مالك : أنظروني حتى أخرج إليكم بنار ، فدخل هلى أهله ، فأخذ من سعف النخل فأوقده ثم خرجوا يشتدون ، حتى دخلوا المسجد وفيه أهله ، فأحرقوه وهدموه وتفرق أهله ، وأمر رسول الله أن يتخذ ذلك الموضع كناسة تلقى فيه الجيف والقمامة ، ومات أبو عامر بالشام طريداً وحيداً غريباً " . قوله : { إِلاَّ ٱلْحُسْنَىٰ } صفة لموصوف محذوف قدره المفسر بقوله : ( الفعلة ) . قوله : { يَشْهَدُ } أي يعلم . قوله : ( في ذلك ) أي الحلف . قوله : ( وكانوا سألوا النبي ) إلخ ، أي بعد فراغهم من بنائه ، وكان متجهزاً لغزوة تبوك ، فوعدهم بذلك حين يقدم . قوله : { لَّمَسْجِدٌ } اللام للابتداء ، ومسجد مبتدأ و { أُسِّسَ } نعته وَ { أَحَقُّ } خبره . قوله : ( يوم حللت بدار الهجرة ) أي وهو يوم الاثنين ، فأقام فيه الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس ، وخرج صبيحة الجمعة ، فدخل المدينة وقيل صلى به الجمعة ، وهي أول جمعة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا على القول بأنه قام بقباء أربعة أيام ، وقيل أقام أربعة عشر ، وقيل اثنين وعشرين يوماً . قوله : { أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ } اسم التفضيل ليس على بابه ، أو باعتبار زعم المنافقين ، أو باعتبار ذات المسجد ، فإن الخبث في نيتهم لا في ذات المسجد . قوله : { فِيهِ رِجَالٌ } هم بنو عامر بن عوف . قوله : { يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ } يحتمل أن المراد الطهارة : المعنوية من الذنوب والقبائح ، وذلك موجب للثناء والمدح والقرب من الله ، وقيل المراد الطهارة الحسية من النجاسات والأحداث وهو الأقرب ، لأن مزيتهم التي مدحوا عليها مبالغتهم في طهارة الظاهر وأما طهارة الباطن ، فأمر مشترك بين المؤمنين ، وقيل المراد ما هو أعم ، فقد حازوا طهارة الظاهر والباطن . قوله : ( وفيه إدغام التاء ) إلخ ، أي فأصله المتطهرين ، أبدلت التاء طاء ، وأدغمت الطاء . قوله : ( في الطهور ) بضم الطاء في هذا وفيما يأتي ، لأن المراد به الفعل . قوله : ( فغسلنا كما غسلوا ) أي بعد المسح بالأحجار ، بديل الرواية الثانية . قوله : ( نتبع الحجارة بالماء ) أي وهذا هو الأكمل في الاستنجاء ، فإن لم يوجد حجر ، فالمدر يقوم مقامه ، وإلا فالماء فقط ، أو الحجر فقط ، أو المدر فقط ، قوله : ( فعليكموه ) أي الزموه .