Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 112-113)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ٱلتَّائِبُونَ } إلخ ، هذه أوصاف تسعة للمؤمنين . الستة الأولى متعلقة بحقوق الله وحده ، والاثنان بعدها متعلقان بحقوق الخلق ، والأخير عام . قوله : ( بتقدير مبتدأ ) أي وهم التائبون . قوله : ( من الشرك والنفاق ) متعلق بالتائبون ، والتوبة شرطها الندم على ما وقع ، والعزم على عدم العود والإقلاع ورد المظالم إلى أهلها . قوله : ( المخلصون العبادة لله ) أي المنهكون في طاعة الله سراً وجهراً . قوله : { ٱلْحَامِدُونَ } ( له على كل حال ) أي في السراء والضراء ، قال عليه السلام " أول من يدعى إلى الجنة يوم القيامة ، الذين يحمدون الله على كل حال ، في السراء والضراء " أي بأن يكون عن الله راضياً في جميع الأحوال ، كالفقر والغنى والصحة والمرض ، وغير ذلك . قوله : { ٱلسَّائِحُونَ } من السياحة ، وهي في الأصل الذهاب في الأرض للعبادة ، سمي الصائمون بذلك ، لأن من شأن السائح ترك اللذات كلها ، من المطعم والمشرب والملبس والمنكح ، ولا شك أن الصائم كذلك ، والصيام عند العامة ترك ما سوى الله تعالى ، قال العارف الجيلي : @ صيامي هو الإمساك عن رؤية السوى وفطري أني نحو وجهك راجع @@ قوله : ( أي المصلون ) أشار بذلك إلى أنه أطلق الجزء وأراد الكل ، وخص الركوع والسجود بالذكر من دون أركانها ، لأن بهما التقرب إلى الله تعالى ، لما في الحديث : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، والركوع يلي السجود في التواضع والذل " قوله : { وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ } إنما عطف هذا بالواو على ما قبله ، لوجود المضادة بينهما ، لأن الأمر طلب الفعل ، والنهي طلب الترك . قوله : { وَٱلْحَافِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِ } هذا أعم الأوصاف المتقدمة ، ولذا عطف بالواو ، وهذا معنى التقوى إذ هي امتثال المأمورات ، واجتناب المنهيات ، ولذا حكى السري السقطي ، سأل ابن أخته الجنيد عن التقوى وهو صغير فقال له : أن لا يراك حيث نهاك ، وأن لا يفقدك حيث أمرك ، فقال له : أخاف أن يكون حظك من الله لسانك . قوله : { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } إظهار في مقام الإضمار ، اعتناء بهم ، وتشريفاً لقدرهم ، وحذف المبشر به ، إشار إلى أنه لا يدخل تحت حصر ، بل لهم ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . قوله : ( لعمه أبي طالب ) أي لأنه صلى الله عليه وسلم قال لأبي طالب حين حضرته الوفاة : يا عم ، قل كلمة أحاج لك بها عند الله ، فإني لا أزال أستغفر لك ما لم أنه عن الاستغفار فنزلت ، وقصد النبي بهذا الاستغفار ، وتأليفه للإسلام لعلة يهتدي ، وإلا فرسول الله يعلم أن الله لا يغفر أن يشرك به . قوله : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ } أي لا ينبغي ولا يصح . قوله : ( بأن ماتوا على الكفر ) أي فلا يجوز لهم الاستغفار حينئذ ، وأما الإستغفار للكافر الحي ففيه تفصيل ، فإن كان قصده بذلك الاستغفار هدايته للإسلام جاز ، وإن كان قصده أن تغفر ذنوبه مع بقائه على الكفر ، فلا يجوز .