Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 122-124)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } أي لا ينبغي ، ولا يجوز لهم أن ينفروا جميعاً ، بل يجب عليهم أن يتقسموا قسمين ، طائفة تكون مع رسول الله لتلقي الوحي ، وطائفة تخرج للجهاد . قوله : ( فهلا ) أشار بذلك إلى أن { فَلَوْلاَ } للتحضيض . قوله : ( ومكث الباقون ) قدره إشارة إلى أن قوله : { لِّيَتَفَقَّهُواْ } الخ ، علة لمحذوف ، ولا يصح أن يكون علة لقوله : { نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ } قوله : { وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ } عطف على قوله : { لِّيَتَفَقَّهُواْ } فيه إشارة إلى أنه ينبغي لطالب العلم تحسين مقصده ، بأن يقصد بطلبه العلم تعليم غيره ، واتعاضه هو في نفسه ، لا الكبر على العباد ، والتشدق بالكلام . قوله : { إِذَا رَجَعُوۤاْ } أي من كان في الغزو ، قوله : { إِلَيْهِمْ } أي إلى من مكث ليتفقه في الدين . قوله : ( قال ابن عباس ) إلخ ، المقصود من ذلك ، دفع التعارض بين هذه الآية وما قبلها . قوله : ( مخصوصة بالسرايا ) أي وهي التي أرسلها ولم يخرج معها . قوله : ( فيما إذا خرج النبي ) أي لأنه لا عذر ، حينئذ لمن يتخلف ، لأن صاحب الشريعة الذي يتعلمونها منه مصاحب لهم . قوله : { قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُمْ } ليست هذه الآية ناسخة لآية : { وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً } [ التوبة : 36 ] على التحقيق ، بل هذه الآية تعليم لآداب الحرب ، وهو أن يبدأوا بقتال الأقرب فالأقرب ، حتي يصلوا إلى الأبعد ، فبهذا يتمكنون من قتالهم كافة ، لأن قتلهم دفعة واحدة لا يتصور ، ولذا قاتل رسول الله أولاً قومه ، ثم انتقل إلى سائر العرب ، ثم إلى قتال أهل الكتاب ، ثم إلى قتال أهل الروم والشام ، ثم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم انتقل أصحابه إلى قتال العراق ، ثم بعد ذلك إلى سائر الأمصار . قوله : { يَلُونَكُمْ } من الولي وهو الأقرب ، وفي فعله لغتان : وليه يليه وهو الأكثر ، والثانية من باب وعد ، والآية منها وهي قليلة الاستعمال ، فأصله يوليون ، حذفت الواو لوقوعها بين عدوتيها ، ثم نقلت ضمة الياء إلى اللام بعد سلب حركتها ، فالتقى ساكنان ، حذفت الياء لالتقائهما . قوله : ( شدة ) أي صبراً وتحملاً . قوله : ( أي أغلظوا عليهم ) أشار بذلك إلى أن في الآية استعمال السبب في المسبب ، لأن وجدان الكفار الغلظة ، مسبب عن إغلاظ المسلمين عليهم . قوله : { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ } المعنى إذا نزلت سورة من القرآن ، والحال أن المنافقين ليسوا حاضرين وقت النزول ، وليس فيها فضيحة ، وأما ما يأتي فيحمل على ما إذا كانوا حاضرين ذلك ، والحال أن فيها بيان أحوالهم ، فلا تنافي بين المحلين كما يأتي . قوله : ( لأصحابه ) أي أو لضعفاء المؤمنين . قوله : ( يفرحون بها ) أي لأنه كلما نزل شيء من القرآن ، ازدادوا إيماناً ، وهذا الحكم باق إلى الآن ، فمن يفرح بكلام الله وبحامليه ، فهو من المؤمنين الصادقين ، ومن ينفر من سماعه ومن حامليه ، فهو إما كافر أو قريب من الكفر . قوله : ( كفراً إلى كفرهم ) أشار بذلك إلى أنه ضمن الزيادة معنى الضم ، والمعنى زادتهم كفراً مضموماً إلى كفرهم ، لأن كفرهم يزيد بزيادة جحدهم المنزل ، وسمي الكفر رجساً ، لكونه أقبح الأشياء ، والرجس هو الشيء المستقذر . قوله : ( بالياء ) أي فالاستفهام حينئذ للتوبيخ ، قوله : ( والتاء ) أي فالاستفهام للتعجب ، لأن الخطاب حينئذ للصحابة .