Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 128-129)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَقَدْ جَآءَكُمْ } اللام موطئة لقسم محذوف ، أي وعزتي وجلالي { لَقَدْ جَآءَكُمْ } إلخ . قوله : { مِّنْ أَنفُسِكُمْ } خطاب للعرب ، قال ابن عباس : ليس قبيلة من العرب إلا وقد ولدت النبي صلى الله عليه وسلم وله فيها نسب ، { مِّنْ أَنفُسِكُمْ } بضم الفاء باتفاق السبعة ، وقرىء { مِّنْ أَنفُسِكُمْ } بفتح الفاء من النفاسة ، والمعنى جاءكم رسول من أشرفكم وأرفعكم قدراً ، لما في الحديث : " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى بني هاشم من قريش ، واصطفاني من بني هاشم ، فأنا خيار من خيار من خيار " . قوله : { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } يصح أن يكون { عَزِيزٌ } صفة لرسول ، و { مَا } مصدرية أو بمعنى الذي ، والمعنى يعز عليه عنتكم أو الذي عنتموه ، ويصح أن يكون { عَزِيزٌ } خبراً مقدماً ، و { مَا عَنِتُّمْ } مبتدأ مؤخراً . قوله : { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ } أي يحافظ على هداكم ، لتكون لكم السعادة الكاملة . قوله : ( أن تهتدوا ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف ، أي ( حريص على هدايتكم ) . قوله : { رَءُوفٌ } بالمد والقصر ، قراءتان سبعيتان ، والرؤوف أخص من الرحيم ، قال الحسن بن المفضل : لم يجمع الله لأحد من أنبيائه اسمين من أسمائه تعالى ، إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ، فسماه رؤوفاً رحيماً ، وقال : { إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } [ البقرة : 143 ] . قوله : { فَإِن تَوَلَّوْاْ } أي جميع الخلق ، مؤمنهم ومنافقهم وكافرهم . قوله : { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } هذا كالدليل لما قبله . قوله : ( لابغيره ) أخذ هذا الحصر من تقديم المعمول . قوله : ( الكرسي ) مرور على القول باتحاد العرش مع الكرسي وهو خلاف الصحيح ، والصحيح أن العرش غير الكرسي فالعرش جسم عظيم ، محيط بجميع المخلوقات ، والكرسي أقل منه . قوله : { ٱلْعَظِيمِ } بالجر باتفاق السبعة ، صفة للعرش ، وقرىء شذوذاً بالرفع ، صفة للرب . وقوله : ( خصه بالذكر ) جواب عما يقال : إن الله رب كل شيء ، فلم خص العرش بالذكر . قوله : ( آخر آية ) مراده الجنس ، وإلا فهما آيتان ، وهذا القول ضعيف لما تقدم أن آخر آية نزلت { وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ } [ البقرة : 281 ] وعلى ما قاله المفسر يكونان مدنيتين ، وهو أحد قولين ، حكاهما المفسر أول السورة ، وهاتان الآيتان بهما الأمان من كل مكروه ، وقد ورد : من قراهما ، ويكرر الآية الثانية سبعاً صباحاً ، وسبعاً مساءً ، أمن من كل مكروه حتى الموت ، فمن أراد الله موته أنسان قراءتها .