Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 36-36)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ } إلخ المقصود من ذلك الرد على الجاهلية ، حيث يزيدون في الأشهر ، بحسب أهوائهم الفاسد ، فراراً من القتال في الأشهر الحرام ، فإنهم كانوا يعظمون الأشهر الحرم ، فلا يقاتلون فيها ، فكانوا إذا اضطروا للقتال فيها ، ادعوا أنه لم تأت وقاتلوا فيها ، فربما جعلوا السنة أربعة عشر شهراً أو أزيد بحسب ما تسوله عقولهم الفاسدة . قوله : { عِندَ ٱللَّهِ } ظرف متعلق بمحذوف صفة للشهور . قوله : { ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً } وهذه شهور السنة القمرية العربية التي يعتد بها المسلمون في عباداتهم كالصيام والحج وسائر أمورهم ، وأيام هذه الشهور ثلثمائة وخمسة وخمسون يوماً ، والسنة الشمسية وتسمى القبطية ، وهي عبار عن دور الشمس في الفلك دورة تامة ، وهي ثلثمائة وخمسة وستون يوماً وربع ، فتنقص السنة الهلالية عن السنة الشمسية ، إما عشرة أيام ، أو أحد عشر يوماً ، خمسة أيام نقص الشهور العربية ، وخمسة أيام النسيء إن كانت السنة بسيطة ، وستة أيام إن كانت السنة كبيسة ، فكل أربع سنين تأتي فيها سنة كبيسة ، فبسبب هذا النقصان تدور السنة الهلالية ، فيقع الصور والحج تارة في الشتاء وتارة في الصيف . قوله : { فِي كِتَابِ ٱللَّهِ } صفة لأثنا عشر . قوله : ( محرمة ) أي معظمة محترمة تتضاعف فيها الطاعات . قوله : ( ذو القعدة ) بفتح القاف وكسرها ، والفتح أفصح عكس الحجة . قوله : ( بالمعاصي ) أي فظلم النفس يكون بمخالفة الله ، لأنه بسبب ذلك تعرض لغضب الله الموجب لدخول النار . قوله : ( فإنها فيها أعظم وزراً ) أي أشد إثماً منه في غيرها . قوله : { وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً } هذه الآية ناسخة لآية البقرة المفيدة حرمة القتال في الأشهر الحرم ، قال تعالى : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ } [ البقرة : 217 ] الآية ، وقوله : { كَآفَّةً } مصدر في موضع الحال من فاعل { وَقَاتِلُواْ } أو من { ٱلْمُشْرِكِينَ } ولا يثنى ولا تجمع ولا تدخل عليه أل ولا يتصرف فيه بغير الحال . قوله : ( بالعون والنصر ) أي فمعيته مع المتقين زائدة على معيته مع الخلق أجمعين ، المشار إليها بقوله تعالى : { وَلاَ أَدْنَىٰ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ } [ المجادلة : 7 ] لأنها معية تصريف وتدبير ، وذلك لا يختص بالإنسان ، بل مع كل مخلوق حيواناً وجماداً .