Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 107, Ayat: 1-7)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أيتها اللطيفة القلبية المصدقة بيوم الجزاء ، { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ } [ الماعون : 1 ] من قوى نفسك الأمارة بالسوء ، { فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ } [ الماعون : 2 ] ؛ أي : يدافع خاطر اليتيم ، الذي هو من قبيل القلب بأنه في عالم النفس يتيم غريب ، { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } [ الماعون : 3 ] ؛ يعني : لا يطعم الخاطر المسكين بشهوة النفس من قبيل السكينة بطعام الذكر . { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } [ الماعون : 4 - 5 ] ؛ يعني : ويل للقوى النفسية المقلدة المؤمنة خوفاً من المجاهدة التي [ عليها ] صاحبها السالك ؛ لئلا يقتلها بالمجاهدة ولئلا يأسرها ويغير عليها مالها وأهلها ، واستعدادها وهواها يصلوك بالصورة رعيا عن المجاهدة ؛ وهم عن حقيقتها ساهون لا يصلون إلا لدفع الضرر عنهم ويجز النفع عن صاحبهم إليهم . { ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ * وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ } [ الماعون : 6 - 7 ] ؛ يعني : القوى النفسية يراءون القوى القلبية وجميع الطاعات ، { وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ } [ الماعون : 7 ] ، الصدق وملح الإخلاص عن القوى المطيعة المرائية ، وبعبارة أخرى يمنعون الزكاة ؛ يعني : لا يزكون أنفسهم عن الأخلاق الرذيلة مثل : الرياء والسمعة . فيا أيها السالك اجتهد في صيدان الدنيا تنتصر على نفسك والهوى ، ولا تأمن مكرها ، ولا تعطِ حظهما إلا بالحق ؛ لأنهما إذا شربهما الحظوظي عصا حفظهم ؛ ولذلك جبلهما ابتلاء للعباد الذين هم مظاهر لطفه وقهره ، وخلط في أرضه ، { لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } [ الكهف : 7 ] . اللهم اجعلنا مخلصين في طاعتك ، مؤدين حق عبادتك بمحمد وآله وصحبه وسلم .