Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 113, Ayat: 1-5)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أيها المتعوذ من شر القوى القالبية والنفسية المردية المؤدية المعنوية ، { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ } [ الفلق : 1 ] إذا دخلت عالم القلب والنفس المظلمة بظلمات الهوى ؛ يعني : استعذ برب الفلق وهو طلوع صبح القلب موافق النفس . { مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } [ الفلق : 2 ] ، من القوى القالبية والنفسية في هذا العالم الظلماني الكثير المهالك ، { وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } [ الفلق : 3 ] ؛ أي : من شر الظلماني الذي وقب عند اشتغال قوة من القوى إلى استيفاء شهواتها في عالمها بالهوى . { وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّاثَاتِ فِي ٱلْعُقَدِ } [ الفلق : 4 ] ؛ أي : من شر الخواطر الطارئة على النفس من نفس الشيطان في عقد عقيدتها المستحكمة بهواها ، المستودعة تحت حجر القالب في بئر طبيعتها . { وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } [ الفلق : 5 ] ؛ أي : من شر قوة حسدية نفسه حسدت على القوة القلبية عند انبعاثها وقت طلوع الفلق ، وهذه الاستعاذة واجبة على اللطيفة عند سلوكها ووصولها إلى أفق القلب في عالم النفس ، وأيضاً واجبة على اللطيفة القلبية السالكية الواصلة إلى أفق السر في عالم القلب ، وأيضاً واجبة على اللطيفة القالبية السائرة الواصلة إلى الروح في عالم السر ، وأيضاً واجبة على اللطيفة السرية السائرة الواصلة إلى أفق الخفى في الروح ، وأيضاً واجبة على اللطيفة الخفية بتجلي اللطيفة على لطيفة أنانيتها ، فأما استعاذة اللطيفة الخفية المنسوبة إلى محمد صلى الله عليه وسلم يقول في هذا المقام : " اللهم إني أعوذ بك منك ، اللهم أعذني من شري وشر ما يقوم بي ، وأخرجني مني ، وخذني عني " ، على متابعة من قال من كمال معرفته ، فأما أنا فلا أقول إلا : اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه وسلم .