Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 42-43)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقال : { وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا } [ يوسف : 42 ] أي : وقال يوسف القلب المسجون في حبس صفات البشرية للنفس ، { ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } [ يوسف : 42 ] وهو الروح يشير إلى أن القلب المسجون في بدء أمره يلهم النفس بأن يذكره بالمعاملات المستحسنة الشريعة عند الروح استقوى بها الروح ، وينبه عن نوم الغفلة المنسية من الحواس الخمس ، ويسعى في استخلاص القلب عن أسرار الصفات البشرية بالمعاملات الروحانية مستمداً من الألطاف الربانية . { فَأَنْسَاهُ ٱلشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ } [ يوسف : 42 ] يعني : الشيطان ووسواسه يمحو عن النفس أثر إلهامات القلب ؛ لينسي النفس ذكر الروح بتلك المعاملات ، وفيه معنى آخر : وهو أن الشيطان أنسى القلب ذكر ربه يعني : ذكر الله حتى استغاث بالنفس ؛ لتذكره عند الروح ولو استعان الله لخلصه في الحال . { فَلَبِثَ فِي ٱلسِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ } [ يوسف : 42 ] يشير به إلى صفات البشرية السبع التي بها القلب محبوس وهي : الحرص والبخل والشهوة والحسد والعداوة والغضب والكبر ، وإذا أراد الله أن يخلص القلب عن سجن صفات البشرية يُري الروح الذي هو ملك مصر القالب رؤيا ، كما قال تعالى : { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ } [ يوسف : 43 ] أي : الروح ، { إِنِّيۤ أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ } [ يوسف : 43 ] ، وهن صفات البشرية السبع ، { يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ } [ يوسف : 43 ] ، يشير بهن إلى صفات الروحانية السبع التي هن أضداده صفات البشرية وهن : القناعة والسخاء والعفة والغبطة والشفقة والحلم والتواضع . { يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ } [ يوسف : 43 ] أي : الأعضاء والجوارح والحواس والقوى ، { أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ } [ يوسف : 43 ] أي : فيما رأيت في الملكوت بالغيب عنكم ، { إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا } [ يوسف : 43 ] أي : لا يرى في الملكوت ، { تَعْبُرُونَ } [ يوسف : 43 ] تعلمون تأويله .