Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 39-43)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى ٱلْكِبَرِ } [ إبراهيم : 39 ] وهذا دعاء وحمد وشكر لإبراهيم الروح أن وهب له الله تعالى يعني : من تعلقه إلى القالب { إِسْمَاعِيلَ } السر { وَإِسْحَاقَ } الخفي أي : قبل تعلقه بالقالب وازدواجه بالجسم لم يكن له هذه التولدات { إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ } يعني : في الأزل قد سمع دعاء الروح وهو في العدم وآثاره في الوجود عند تعلقه بالقالب ما سأله ومن حسنها الاستعداد لقبول الفيض الإلهي كما قال تعالى : { وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ } [ إبراهيم : 34 ] . { رَبِّ ٱجْعَلْنِي مُقِيمَ ٱلصَّلاَةِ } [ إبراهيم : 40 ] أي : دائم العروج فإن الصلاة معراج المؤمن وبه يشير إلى دوام السير في الله بالله { وَمِن ذُرِّيَتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ } فيهم دعائي الذي دعوت لهم في العدم وسمعتهم في الأزل إلى الأبد { رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِي } [ إبراهيم : 41 ] أي : استر لي بصفة مغفرتك ؛ لئلا أرى وجودي فإنه حجاب بيني وبينك { وَلِوَالِدَيَّ } ولمن كان سبب وجودي في آباء العلوي وأمهات السفلى لكيلا يحجبونه عن رؤيته { وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ } وهو يوم كان في جناب الله في الأزل بقوم كمالية كل نفس أو نقصانيتها . { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَافِلاً } [ إبراهيم : 42 ] أي : في الأزل { عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّالِمُونَ } يعني : كل عمل يعمله الظالمون لم يكن الله غافلاً عنه في الأزل ، بل كل ذلك بقضائه وقدره وإرادته سبباً على حكمته البالغة { إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ } يعني : الظالمين { لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَارُ } . { مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ } [ إبراهيم : 43 ] إشارة إلى أنه تعالى جعل سعادة أهل السعادة وشقاوة أهل الشقاوة مودعة في أعمالهم ، والأعمال مودعة في أعمالهم ليبلغ كل واحد من الفريقين على قدر أعمالهم الشرعية والطبيعية إلى منزل من منازل السعداء ، أو منزل من منازل الأشقياء يوم القيامة فلهذا أخر الظالمين ليزدادوا إثماً يبلغهم منازل الأشقياء .