Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 26-30)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي } [ المؤمنون : 26 ] على تسخيرهم وتأديبهم { بِمَا كَذَّبُونِ * فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ } [ المؤمنون : 27 ] أي : ألهمنا إلى نوح الروح { أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ } [ المؤمنون : 27 ] أي : فلك الشريعة { بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا } أي : باستصواب نظرنا وأمرنا لا بنظر عقولكم ، وأمر هواكم ، كما يعمل الفلاسفة والبراهمة { فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا } [ المؤمنون : 27 ] بجذبات العناية { وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ } [ المؤمنون : 27 ] تنور قلوبكم بماء الحكمة { فَٱسْلُكْ فِيهَا } [ المؤمنون : 27 ] أي : في فلك الشريعة للعبور على بحر الحقيقة { مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ } [ المؤمنون : 27 ] من الصفات النفسانية والشيطانية ؛ لأن السالك يحتاج إليها في سلوك الطريق إلى الله تعالى قوله تعالى : { زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ } يشير إلى قدر يسير منها إذا كانت مغلوبة لا تمرد فيها ، وفي شرح الاحتياج بها طول { وَأَهْلَكَ } أي الصفات الإنسانية الروحانية { إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ } وهي النفس الأمارة بالسوء { وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } [ المؤمنون : 27 ] أي : من الصفات الذميمة { إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } [ المؤمنون : 27 ] أي : النفس الأمارة وصفاتها الذميمة ، دعهم مغرقون في بحر الرياضة والمجاهدة فلا سبيل لهم إلى الخلاص منها إلا بقدر ما ذكرنا من زوجين اثنين { فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ } يا نوح الروح في سفينة الشريعة { أَنتَ وَمَن مَّعَكَ } من القلب والسر . { عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } [ المؤمنون : 28 ] أي : من النفس وصفاتها الذميمة بالالتجاء إلى سفينة الشريعة ، { وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً } [ المؤمنون : 29 ] وهو مقعد الصدق [ المؤمنون : 29 ] ، { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ } بأنك لا تنزل وفدك إلا بأعلى مراتب قربك { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } [ المؤمنون : 30 ] أي : الذي ذكرناه من الحقائق والدقائق { لآيَاتٍ } دلالات إلى الحضرة { وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } أرباب الصورة بالمعاني الظاهرة لئلا يطلع على هذه الحقائق إلا أهلها .