Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 17-20)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال { قُلْ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوۤءاً } [ الأحزاب : 17 ] ومن الذي تحقق لكم من دونه مرجوا أو يمنعه منكم إن أراد بكم رحمة { وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } [ الأحزاب : 17 ] لو عرفوه حق المعرفة { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ } [ الأحزاب : 18 ] عن قتال النفس وجهادها وهم الهوى والشيطان والدنيا وشهواتها ، { وَ } هم { ٱلْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ } وهم الحواس الظاهرة والباطنة والجوارح والأعضاء { هَلُمَّ إِلَيْنَا } أي كونوا أتباعاً لنا لتنتفعوا { وَلاَ يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً } [ الأحزاب : 18 ] القتال والجهاد مع النفس وأعوانها الملازمة أحكام الشريعة على وفق الطريقة { إِلاَّ قَلِيلاً } من الأركان الظاهرة دفعاً للطعان والجدود . ثم وصف المعوقين عن الطلب والمانعين عن الجهاد ، فقال : { أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ } [ الأحزاب : 19 ] بخلاء فيما يصل إليكم يا أرباب الطلب من ثمرات المجاهدات ، فإن المجاهدات تورث المشاهدات { فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ } من عذاب الآخرة عند تذكرها { رَأَيْتَهُمْ } أي : رأيت النفس وصفاتها { يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ } [ الأحزاب : 19 ] بالحسرة والندامة ، وقد طاشت من الرعب قلوبهم وطاحت بصائرهم { كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَإِذَا } [ الأحزاب : 19 ] جاءت الغفلة و { ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ } أيها الطلاب { سَلَقُوكُمْ } [ الأحزاب : 19 ] إخوان السوء وإخوان الشياطين { بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } بأنواع التعريفات وأصناف الفترات { أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ } بأن يصيبكم من فضل الله وكرمه { أوْلَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ } [ الأحزاب : 19 ] يُشير به إلى مدعي الطلب إذا ارتد عن الطلب ، فإن المشايخ قد قالوا : إن مرتد الطريقة شر من مرتد الشريعة ؛ ولهذا قال تعالى : { فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ } [ الأحزاب : 19 ] لأنها لم تكن في إيمان حقيقي بل كان بالتقليد والرياء والسمعة ، وكان ذلك الرد والإبطال على الله يسيراً .