Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 11-15)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكْرَ } [ يس : 11 ] بالمداومة عليه { وَخشِيَ ٱلرَّحْمـٰنَ بِٱلْغَيْبِ } [ يس : 11 ] يعني : بنور غيبي يشاهد وخاصة عاقبة الكفر والعصيان ويتحقق عنده بشواهد الحق كماليته حلاوة الإيمان ورفعة رتبة العرفان { فَبَشِّرْهُ } [ يس : 11 ] أنهم استوجبوا { بِمَغْفِرَةٍ } [ يس : 11 ] منه خالصة { وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } [ يس : 11 ] يناسب كرمه . ثم أخبر عن إنعامه العميم وأجره الكريم بقوله تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي ٱلْمَوْتَىٰ } [ يس : 12 ] أي : نحيي قلوباً ماتت بالقسوة بماء يمطر عليها من ضروب الإقبال والزلفة ، { وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ } [ يس : 12 ] من الأنفاس المتصاعدة ندماً على ما فرطوا فيه أو شوقاً إلى لقائنا { وَآثَارَهُمْ } [ يس : 12 ] خطأ أقدام صدقهم على بساط التقرب إلينا وتزرف دموعهم على عرصات خدودهم { وَكُلَّ شيْءٍ } [ يس : 12 ] مما يتقربون به إلينا { أَحْصَيْنَاهُ فِيۤ إِمَامٍ مُّبِينٍ } [ يس : 12 ] ثبتنا آثاره وأنواره في لوح محفوظ قلوب أحبابنا . وقوله : { وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ ٱلقَرْيَةِ إِذْ جَآءَهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } [ يس : 13 ] إلى قوله : { فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ } [ يس : 29 ] يشير إلى أصناف ألطافه مع أحبابه وأنواع قهره مع أعدائه منها ضرب مثلاً لأصحاب قرية القلوب { إِذْ جَآءَهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } [ يس : 13 ] من ألطافه كرة بعد مرة ، { إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ } [ يس : 14 ] رسولين من الخواطر الروحانية والإلهامات الربانية بالتجافي عن دار الغرور وللإنابة إلى دار الخلود ، { فَكَذَّبُوهُمَا } [ يس : 14 ] النفس وصفاتها { فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ } [ يس : 14 ] من الجذبة { فَقَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ * قَالُواْ } [ يس : 14 - 15 ] أي : النفس وصفاتها { مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } [ يس : 15 ] أي : ما أنتم إلا الخواطر البشرية { وَمَآ أَنَزلَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ } [ يس : 15 ] أي : من خاطر الإلهام والجذبة { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ } [ يس : 15 ] بالانتماء إلى الحضرة .