Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 11-25)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ } [ المعارج : 11 ] أي بجميع خواطره الشهواتية ، { وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ } [ المعارج : 12 ] ؛ أي : بقالبه وأخيه { وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } [ المعارج : 13 ] ؛ أي : بقوى نفسانية قريبة إليه ، { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } [ المعارج : 14 ] ؛ أي : بجميع القوى الحاصلة في الأرض البشرية ، { ثُمَّ يُنجِيهِ } [ المعارج : 14 ] من ذلك العذاب بفانٍ ؛ يعني : تتمنى اللطيفة النفسية المكدرة الملطخة المكذبة المستهزئة عند نزول العذاب ، ونزع الآلات والأدوات عنها أن تفتدي بجميع مالها ؛ لتتخلص من ذلك العذاب ، { كَلاَّ } [ المعارج : 15 ] ؛ أي : حقاً لا يمكن بها النجاة عند اشتعال نيرانها في دار الكسب ، وجمع حطبها الباقي أبد الدهر ، والانتزاع منها ؛ لأن الكسب { إِنَّهَا لَظَىٰ } [ المعارج : 15 ] ؛ يعني : النار التي أوقدتها في جهنم قالباً ذات لظى ولهب أبدية دائمة { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } [ المعارج : 16 ] ؛ يعني : تلك النار حال كونها ينزع الجلد واللحم من العظم ، { تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ } [ المعارج : 17 ] ؛ يعني : النار التي أوقدتها تدعو صاحبها وموقدها الذي أدبر عن الحق وتولى عن اللطيفة المنذرة الداعية بها إلى الجلد ، { وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } [ المعارج : 18 ] ، أي : أجمعت القوى والاستعداد في مخالفة الحق ، فأوعيها وحفظها ؛ ليكون معينها على استيفاء الشهوات عنه الهوائية { إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً } [ المعارج : 19 ] ؛ يعني : حريصاً على ما منع منه ، ضجوراً جزوعاً عند منع الشهوات عنه ، غير صابر على الرياضة والمجاهدة { إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً } [ المعارج : 20 ] يجزع إلى الخلق ، ولا يرجع إلى الخالق بالتسليم والرضاء { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً } [ المعارج : 21 ] ؛ يعني : لا يعطي حقوق القوى العلوية من خير أعطى الله القوى السفلية { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ } [ المعارج : 22 - 23 ] ؛ يعني طبيعة الإنسان هكذا إن الإنسان يتوجه إلى الله على سبيل الدوام . { وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ } [ المعارج : 24 - 25 ] ؛ يعني : القوى السفلية التي توزن حق السائل من القوى العلوية الغريبة النازلة في مساكنهم من استعداداتهم ، الحاصلة في مملكة القالب والمحروم الذي كان محروماً من طعامه فرضي ، وهو الذكر وهو القوة القلبية ؛ لأن قوتها سند الذكر .