Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 1-6)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أيتها اللطيفة المستخلصة من كدورات الباطل ، المطهرة من قاذورات الطبيعة ادعي أمتك إلى الحق بالحق للحق ، وإن أبوا فادعي لهم ولا تدعي عليهم إنا أرسلناك في نوبة نبوة من كان بأمته رءوفاً رحيماً ومدحناه على خلقه العظيم ؛ لأنه قال مع أمته الطاغية : { وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [ يونس : 41 ] ، وما قال : إني برئ منكم ، وقال في دعائه إذ أذوه : " اللهم اغفر لهم فإنهم قوم لا يعلمون " . وتفكر في سورة نوح حيث يقول : { إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ نوح : 1 ] ، والباقي { أَنذِرْ } مقدّر يعني : أرسلنا اللطيفة النفسية المطهرة إلى قواها { أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ نوح : 1 ] من عذاب الطوفان المائية القالبية في الدنيا ، ومن عذاب النارية القالبية في العقبى . { قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * أَنِ ٱعبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ } [ نوح : 2 - 3 ] ؛ يعني : اعبدوا خالقكم ومولاكم ، ولا تعبدوا هواكم واتقوا من عقوبة الله الواحد القهار { وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ } [ نوح : 3 - 4 ] ؛ يعني : أطيعوا أمري يغفر لكم { مِّن ذُنُوبِكُمْ } [ نوح : 4 ] ؛ أي : من ذنوب سلفت . { وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } [ نوح : 4 ] ؛ يعني : يحييكم في عافية إلى وقت الأجل المعلوم فإن أجل الله لآتٍ { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ } [ آل عمران : 185 ] لا محالة { لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } [ نوح : 4 ] أن الإيمان عند حلول الأجل لا ينفع لصاحبه ؛ لأنه ما كسب باستعداد { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ } [ نوح : 5 - 6 ] ؛ يعني : دعوت القوى النفسية حين كنت متجلياً بصفات الجلال والجمال قهراً ولطفاً فلم يزدهم { دُعَآئِيۤ إِلاَّ فِرَاراً } [ نوح : 6 ] ، ونفاراً مني وإباءً لدعوتي .