Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 50-56)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ } [ المدثر : 50 - 51 ] شبههم بالحمر لجهلهم ، وبالمستنفرة لتنفر طبعهم عن حمل الأمانة ؛ يعني : القوى الجاهلة يهربون من سلطة قوى الواردة كما تهرب الحمر من الأسد ، { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَىٰ صُحُفاً مُّنَشَّرَةً } [ المدثر : 52 ] ؛ يعني : القوى القالبية والنفسية يريدون أن يرد عليهم الوارد كما يرد على القلب ليؤمنوا ، ولا يعلمون أن ليس لهم طاقة سماع ما في الوارد على لسان اللطيفة المنذرة ، فكيف يطيقون حمل قوة الوارد ؟ { كَلاَّ } [ المدثر : 53 ] لا يؤتون الصحف ، لأنهم ملوثون بأقذار اللطيفة ، { بَل لاَّ يَخَافُونَ ٱلآخِرَةَ } [ المدثر : 53 ] ؛ هو التمني أيضاً يلقي الشيطان فيهم ليزداد لهم إنكار الآخرة ، لا يتمنون الوارد أن يرد عليهم ليؤمنوا ، بل يكذبون الوارد ووجود الآخرة ولا يخافون منها ، { كَلاَّ } [ المدثر : 54 ] ؛ أي : حقاً ، { إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } [ المدثر : 54 ] ؛ يعني : الوارد تذكرة وموعظة ، { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } [ المدثر : 55 ] واتعظ به ، { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } [ المدثر : 56 ] وما يتعظون بالوارد إلا من شاء الله هدايته وجعله مظهراً للطفه ؛ لينفي عن الباطل وجوده ، ويستغفر ربه في كل حال { هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ } [ المدثر : 56 ] ؛ يعني : الله أهل أن يتقي من محارمه ، ويخاف من نقمته ، { وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ } [ المدثر : 56 ] ؛ أي : أهل لمن يتوب إليه ويستغفره أن يتوب عليه ويغفر له . اللهم اجعلنا من أهل التقوى وأهل المغفرة بحق محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه والبررة وعلى التابعين لهم بإحسان المقتفين أثره .