Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 79, Ayat: 15-26)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } [ النازعات : 15 ] أيتها اللطيفة الخفية المبلغة { إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ } [ النازعات : 16 ] الأيمن السري إلى واد { ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } [ النازعات : 16 ] الخفي وناداه ربه { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ } [ النازعات : 17 ] لطيفة قالبيتك الغير المستخلصة عن الباطل الملحة الملطخة بتراب الطبيعة ، { إِنَّهُ طَغَىٰ } [ النازعات : 17 ] أمر اللطيفة المبلغة { فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } [ النازعات : 18 ] ؛ أي : هل لك رغبة إلى أن تؤمن بالحق ، وتصلح العمل بإخراج الباطل عن حقيقتك ، وتشهد أن لا إله إلا الله وتكفر بآلهة هواك ، { وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ } [ النازعات : 19 ] ؛ أي : أهديك إلى صراط مستقيم فتخشى من عذاب الجحيم المدخر في دار الإقامة بضلالتك عن الهدى والدين القويم . { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } [ النازعات : 20 ] من آيات النفس وهي بيضاء الهمة العلية بأي شيء أشارت أذعن إلى أمرها ؟ وعصاه الذكر الذي به يبطل تسحر الشيطان ، { فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ } [ النازعات : 21 ] ؛ يعني : كذب اللطيفة الفرعونية بيد الهمة وعصيت عصاء الذكر ، وبعبارة أخرى : كذب اللطيفة المبلغة وعصى بها ربها وظن أنها من أثر التسحر ، { ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ } [ النازعات : 22 ] ؛ أي : أعرض عن الحق وسعى إلى الباطل ، { فَحَشَرَ فَنَادَىٰ } [ النازعات : 23 ] ؛ أي : جمع القوى القالبية والنفسية فنادى القوى الشيطانية حين جمعوا { فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } [ النازعات : 24 ] ؛ يعني : أصنام الهوى ربكم وأنا رب الأصنام الهوائية ؛ لأن الهوى انبعث من تلك اللطيفة القالبية . { فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ } [ النازعات : 25 ] ؛ أي : عاقبه الله بنكال العاجل بتسلط اللطيفة عليه ، وعذابه الآجل بإلقائه في قعر جهنم جحيم جسده المملوء من نيران الحسرة والندامة ، { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً } [ النازعات : 26 ] ؛ أي : اعتبار وموعظة { لِّمَن يَخْشَىٰ } [ النازعات : 26 ] لمن يؤمن باللطيفة ويخشى مما أوعد ويرجو بما وعده .