Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 90, Ayat: 1-10)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يا طالب البلد الأمين ، ويا قارئ الكتاب المبين ، اعلم أن الله تعالى أقسم بهذا البلد وقال : { لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ * وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } [ البلد : 1 - 2 ] ؛ أي : حرَّمنا هذا البلد على غيرك وأحللنا لك كل ما تفعل في بلد الوجود من قتل كفرة النفس ومشركها وأسر الهوى وسير قواها ، { وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } [ البلد : 3 ] ؛ أي : بحق اللطيفة الفاعلية ونتائجها ، { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } [ البلد : 4 ] ؛ يعني : اللطيفة الإنسانية في مكابدة وشدة مع هؤلاء الأضداد المنفِّرة بالطبع [ بعها ] بعضها عن بعض ، منه خلقناه { أَيَحْسَبُ } [ البلد : 5 ] القوى الكافرة { أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } [ البلد : 5 ] من هواها بقوتها واعتمادها على مكرها ، { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } [ البلد : 6 ] ؛ يعني : أنفق قوتي في مشتهيات الهوى وأسلطها على اللطيفة ؛ لتجلب خواطرها النفسية ورجل خاطرها القالبية ويمنعها عن التسليط على أهل البلد . { أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } [ البلد : 7 ] ؛ أي : ما يكيد ويمكر ؛ بل الله مطلع على جميع ما يخفي ويظهر ، { أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ } [ البلد : 8 - 10 ] ؛ يعني : ألم نجعل للإنسان هذه القوى ؛ يعني : القوة الباصرة وقوة التكلم وزينة التيقن والقوة المميزة بين الخير والشر ، أيظن أن لن ير كيده خالقه الذي هداه على تمييز الخاطرين .