Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 91, Ayat: 1-15)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يا شمس النبوة وضحى الرسالة وقمر الولاية ، ونهار المعرفة وليل السكينة ، وسماء العزة وأرض التواضع ، ويا صاحب النفس الملهمة ، ويا طالب الفلاح ، اعلم أن الله أقسم بالحقائق المودعة في النبوة والرسالة ، والولاية والمعرفة ، والسكينة والعزة ، والتواضع والنفس الملهمة في كلامه حيث يقول : { وَٱلشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا * وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا * وَٱللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا * وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } [ الشمس : 1 - 8 ] بما سوى وقت سويته قالبها ، { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا } [ الشمس : 9 ] فكل من زكى نفسه من الأخلاق الذليلة الحاصلة من العناصر القالبية المظلمة ، وحلاها بالأخلاق الحميدة الحاصلة من القوى الروحانية النورانية ، { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } [ الشمس : 9 - 10 ] ؛ أي : دسَّ نفسه في تراب الطبيعة الملطخة بالطين القالبي بمتابعة الشهوات النفسانية على وفق هواه قد خاب من لطف الله ، ومن التنعم في دار القرار الدَّاسّ نفسه في تراب دار البوار ولتكذيبه اللطيفة التي أرسلها الله إليه في نفسه وعصيانه اللطيفة وطغيانه كما قال تعالى : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ * إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا } [ الشمس : 11 - 12 ] ؛ يعني : إذا انبعثت اللطيفة وأسرعت إلى الطاغية انبعث أشقى قوى النفس على أثر اللطيفة الصالحة ليعقر ناقة شوقها . { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ } [ الشمس : 13 ] ؛ أي : اللطيفة { نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَاهَا } [ الشمس : 13 ] ؛ أي : أخذوا ناقة الشوق ومشربها من عين الذكر ، { فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا } [ الشمس : 14 ] بتكذيبهم صالح اللطيفة النفسية وعقروا ناقة الشوق ، { فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ } [ الشمس : 14 ] ؛ أي : أهلكهم الله ، { فَسَوَّاهَا } [ الشمس : 14 ] ؛ أي : عمهم بذلك العذاب ، { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا } [ الشمس : 15 ] ولا يخاف القوى العاقرة في عقر ناقة الشوق عاقبة الأمر ، فأهلكهم الله بطغيانهم لرسوله وتكذيبهم إياه . اللهم اجعلنا من الصادقين الصالحين .