Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 94, Ayat: 1-8)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يا منشرح الصدر على القدر رافع الذكر فما أنقاضك ، { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } [ الشرح : 1 ] بنور جمالنا المودع في ظلمة قالبك ، { وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ } [ الشرح : 2 ] { ٱلَّذِيۤ أَنقَضَ ظَهْرَكَ } [ الشرح : 3 ] وهو من الخواص القالبية والنفسية التي أنقض وأثقل ظهر ظاهر اللطيفة الخفية بنفوذ نور الذكر في وجود الذكر ، كما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر المفردين الذين اهتزوا بالذكر : " حتى وضع الذكر عنهم أوزارهم " ، { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } [ الشرح : 4 ] باقتران ذاكريتك بمذكوريتنا وإيصال حقيقة مذكوريتك إلى حقيقة ذاكريتنا ، وإظهار نور عزك بنور عزتنا ، كما يقول تعالى : { وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [ المنافقون : 8 ] ، في هذه الآية صرح بأن المؤمنين كانوا عزيزين بنور عزة اللطيفة الخفية النبوية المحمدية ، كما أن الرسول عزيز بنور عزة الله الحق المبين ، فاجتهد في طلب عزتك التي أودعها الله فيك . { فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً } [ الشرح : 5 ] ؛ أي : مع العسر المجاهدة والمذلة في الدنيا الفانية يسر المجاهدة والعزة في العقبى الباقية ، { إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً } [ الشرح : 6 ] ؛ أي : مع عسر النكرة وتحمل مرارة مشاقها يسر المعرفة والاسترواح بمجاهدة حلاوة مذاقها . { فَإِذَا فَرَغْتَ } [ الشرح : 7 ] عن المجاهدة في عالم الكسب { فَٱنصَبْ } [ الشرح : 7 ] للمشاهدة في عالم الوهب ، ونصب المشاهدة رعاية الأدب المختصة بخواص حضرة السلطان ، { وَإِلَىٰ رَبِّكَ } [ الشرح : 8 ] وقت المشاهدة والوهب { فَٱرْغَبْ } [ الشرح : 8 ] ؛ يعني : كن على الهمة ولا تلتفت إلى غير الرب ، ولا تطلب من الرب إلا الرب ، فإذا وجدته وجدت الكل ، ولا يفوت عنك شيء ، كما قيل في المثل : كل صيد في جوف الفرا . وجاء في الحكايات المنقولة عن بعض المشايخ أن أحداً منهم جذب وعرج به إلى الحضرة وأوقف بين يدي الحق ، فقال له الحق : إن كل الطالبين طلبوا مني شيئاً إلا أبا يزيد فإنه طلبني ، ويكون مثل هذا الخطاب من رب الأرباب على سبيل التنبيه للسالك لانبعاث داعية همته العالية في طلبه لطفاً به منه ، تأدباً إياه وتعليماً له ، اللهم أرفع همتنا وأدبنا بأحسن تأديب بحق محمد صلى الله عليه وسلم .