Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 76-77)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا } الذي هو أكبر أنواع الحق وأعظمها ، وهو من عند الله الذي خضعت لعظمته الرقاب ، وهو رب العالمين ، المربي جميع خلقه بالنعم . فلما جاءهم الحق من عند الله على يد موسى ، ردّوه فلم يقبلوه ، و { قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ } لم يكفهم - قبحهم الله - إعراضهم ولا ردهم إياه ، حتى جعلوه أبطل الباطل ، وهو السحر : الذي حقيقته التمويه ، بل جعلوه سحراً مبيناً ظاهراً ، وهو الحق المبين . ولهذا { قَالَ } لهم { مُوسَىٰ } - موبخاً لهم عن ردهم الحق الذي لا يرده إلا أظلم الناس : - { أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمْ } أي : أتقولون إنه سحر مبين . { أَسِحْرٌ هَـٰذَا } أي : فانظروا وصفه وما اشتمل عليه ، فبمجرد ذلك يجزم بأنه الحق . { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُونَ } لا في الدنيا ولا في الآخرة ، فانظروا لمن تكون له العاقبة ، ولمن له الفلاح وعلى يديه النجاح . وقد علموا بعد ذلك وظهر لكل أحد أن موسى عليه السلام هو الذي أفلح وفاز بظفر الدنيا والآخرة .