Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 7-8)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } أي : لا يطمعون بلقاء الله ، الذي هو أكبر ما طمع فيه الطامعون ، وأعلى ما أمله المؤملون ، بل أعرضوا عن ذلك ، وربما كذبوا به { وَرَضُواْ بِٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا } بدلاً عن الآخرة . { وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا } أي : ركنوا إليها ، وجعلوها غاية مرامهم ونهاية قصدهم ، فسعوا لها وأكبوا على لذاتها وشهواتها ، بأي طريق حصلت حصلوها ، ومن أي وجه لاحت ابتدروها ، قد صرفوا إرادتهم ونياتهم وأفكارهم وأعمالهم إليها . فكأنهم خلقوا للبقاء فيها ، وكأنها ليست دار ممر ، يتزود منها المسافرون إلى الدار الباقية التي إليها يرحل الأولون والآخرون ، وإلى نعيمها ولذاتها شمر الموفقون . { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ } فلا ينتفعون بالآيات القرآنية ، ولا بالآيات الأفقية والنفسية ، والإعراض عن الدليل مستلزم للإعراض والغفلة ، عن المدلول المقصود . { أُوْلَـٰئِكَ } الذين هذا وصفهم { مَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ } أي : مقرهم ومسكنهم التي لا يرحلون عنها . { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } من الكفر والشرك وأنواع المعاصي ، فلما ذكر عقابهم ذكر ثواب المطيعين ، فقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ … } .