Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 101, Ayat: 1-11)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلْقَارِعَةُ } من أسماء يوم القيامة ، سميت بذلك ، لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها ، ولهذا عظم أمرها وفخمه بقوله : { ٱلْقَارِعَةُ * مَا ٱلْقَارِعَةُ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ } من شدة الفزع والهول ، { كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } أي : كالجراد المنتشر ، الذي يموج بعضه في بعض ، والفراش : هي الحيوانات التي تكون في الليل ، يموج بعضها ببعض لا تدري أين توجه ، فإذا أوقد لها نار تهافتت إليها لضعف إدراكها ، فهذه حال الناس أهل العقول ، وأما الجبال الصم الصلاب ، فتكون { كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ } أي : كالصوف المنفوش ، الذي بقي ضعيفاً جداً ، تطير به أدنى ريح ، قال تعالى : { وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ } [ النمل : 88 ] ثم بعد ذلك تكون هباءً منثوراً ، فتضمحل ولا يبقى منها شيء يشاهد ، فحينئذ تنصب الموازين ، وينقسم الناس قسمين : سعداء وأشقياء ، { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } أي : رجحت حسناته على سيئاته { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } في جنات النعيم . { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } بأن لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته ، { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } أي : مأواه ومسكنه النار ، التي من أسمائها الهاوية ، تكون له بمنزلة الأم الملازمة كما قال تعالى : { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } [ الفرقان : 65 ] . وقيل : إن معنى ذلك ، فأم دماغه هاوية في النار ، أي : يلقى في النار على رأسه . { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ } وهذا تعظيم لأمرها ، ثم فسرها بقوله هي : { نَارٌ حَامِيَةٌ } أي : شديدة الحرارة ، قد زادت حرارتها على حرارة نار الدنيا سبعين ضعفاً . نستجير بالله منها .