Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 103, Ayat: 1-3)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أقسم تعالى بالعصر ، الذي هو الليل والنهار ، محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر ، والخاسر ضد الرابح . والخسار مراتب متعددة متفاوتة : قد يكون خساراً مطلقاً ، كحال من خسر الدنيا والآخرة ، وفاته النعيم ، واستحق الجحيم . وقد يكون خاسراً من بعض الوجوه دون بعض ، ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان ، إلا من اتصف بأربع صفات : الإيمان بما أمر الله بالإيمان به ، ولا يكون الإيمان بدون العلم ، فهو فرع عنه لا يتم إلا به . والعمل الصالح ، وهذا شامل لأفعال الخير كلها ، الظاهرة والباطنة ، المتعلقة بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة . والتواصي بالحق ، الذي هو الإيمان والعمل الصالح أي : يوصي بعضهم بعضاً بذلك ، ويحثه عليه ، ويرغّبه فيه . والتواصي بالصبر على طاعة الله ، وعن معصية الله ، وعلى أقدار الله المؤلمة . فبالأمرين الأولين يكمل الإنسان نفسه ، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره ، وبتكميل الأمور الأربعة ، يكون الإنسان قد سلم من الخسار ، وفاز بالربح [ العظيم ] .