Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 108, Ayat: 1-3)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ممتناً عليه : { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ } أي : الخير الكثير ، والفضل الغزير ، الذي من جملته ، ما يعطيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، من النهر الذي يقال له " الكوثر " ، ومن الحوض . طوله شهر ، وعرضه شهر ، ماؤه أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، آنيته كنجوم السماء في كثرتها واستنارتها ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً . ولما ذكر منته عليه ، أمره بشكرها فقال : { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنْحَرْ } خصّ هاتين العبادتين بالذكر ، لأنهما من أفضل العبادات وأجلّ القربات . ولأن الصلاة تتضمن الخضوع [ في ] القلب والجوارح لله ، وتنقلها في أنواع العبودية ، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر ، وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به . { إِنَّ شَانِئَكَ } أي : مبغضك وذامك ومنتقصك { هُوَ ٱلأَبْتَرُ } أي : المقطوع من كل خير ، مقطوع العمل ، مقطوع الذكر . وأما محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو الكامل حقاً ، الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق ، من رفع الذكر ، وكثرة الأنصار ، والأتباع صلى الله عليه وسلم .