Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 111, Ayat: 1-3)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان شديد العداوة [ والأذية ] للنبي صلى الله عليه وسلم فلا فيه دين ، ولا حميَة للقرابة - قبَّحه الله - فذمّه الله بهذا الذم العظيم ، الذي هو خزيٌ عليه إلى يوم القيامة فقال : { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ } أي : خسرت يداه ، وشقي { وَتَبَّ } فلم يربح ، { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ } الذي كان عنده وأطغاه ، ولا ما كسبه فلم يرد عنه شيئاً من عذاب الله إذ نزل به ، { سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ } أي : ستحيط به النار من كل جانب ، هو { وَٱمْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ } . وكانت أيضاً شديدة الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم تتعاون هي وزوجها على الإثم والعدوان ، وتلقي الشر ، وتسعى غاية ما تقدر عليه في أذية الرسول صلى الله عليه وسلم وتجمع على ظهرها من الأوزار بمنزلة من يجمع حطباً ، قد أعد لها في عنقها حبلاً { مِّن مَّسَدٍ } أي : من ليف . أو أنها تحمل في النار الحطب على زوجها ، متقلدة في عنقها حبلاً من مسد ، وعلى كل ، ففي هذه السورة ، آية باهرة من آيات الله ، فإن الله أنزل هذه السورة ، وأبو لهب وامرأته لم يهلكا ، وأخبر أنهما سيعذبان في النار ولا بد ، ومن لازم ذلك أنهما لا يسلمان ، فوقع كما أخبر عالم الغيب والشهادة .