Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 114, Ayat: 1-6)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم ، من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادَّتها ، الذي من فتنته وشرّه ، أنه يوسوس في صدور الناس ، فيحسن [ لهم ] الشر ، ويريهم إياه في صورة حسنة ، وينشط إرادتهم لفعله ، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه ، ويريهم إياه في صورة غير صورته ، وهو دائماً بهذه الحال يوسوس ويخنس أي : يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه . فينبغي له أن [ يستعين و ] يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم . وأن الخلق كلهم داخلون تحت الربوبية والملك ، فكل دابة هو آخذ بناصيتها . وبألوهيته التي خلقهم لأجلها ، فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم ، الذي يريد أن يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها ، ويريد أن يجعلهم من حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس ، ولهذا قال : { مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ } . والحمد لله رب العالمين أولاً وآخراً ، وظاهراً وباطناً .