Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 16-16)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : قل لهؤلاء المشركين به أوثاناً وأنداداً يحبونها كما يحبون الله ، ويبذلون لها أنواع التقربات والعبادات : أفتاهت عقولكم حتى اتخذتم من دونه أولياء تتولونهم بالعبادة وليسوا بأهل لذلك ؟ فإنهم { لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً } وتتركون ولاية من هو كامل الأسماء والصفات ، المالك للأحياء والأموات ، الذي بيده الخلق والتدبير والنفع والضر ؟ فما تستوي عبادة الله وحده ، وعبادة المشركين به ، كما لا يستوي الأعمى والبصير ، وكما لا تستوي الظلمات والنور . فإن كان عندهم شك واشتباه ، وجعلوا له شركاء زعموا أنهم خلقوا كخلقه ، وفعلوا كفعله ، فأزِلْ عنهم هذا الاشتباه واللبس ، بالبرهان الدال على توحد الإله بالوحدانية ، فقل لهم : { ٱللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } فإنه من المحال أن يخلق شيء من الأشياء نفسه . ومن المحال أيضاً أن يوجد من دون خالق ، فتعين أن لها إلهاً خالقاً لا شريك له في خلقه ، لأنه الواحد القهار ، فإنه لا توجد الوحدة والقهر إلا لله وحده ، فالمخلوقات وكل مخلوق فوقه مخلوق يقهره ، ثم فوق ذلك القاهر قاهر أعلى منه ، حتى ينتهي القهر للواحد القهار ، فالقهر والتوحيد متلازمان ، متعينان لله وحده ، فتبين بالدليل العقلي القاهر ، أن ما يُدعى من دون الله ليس له شيء من خلق المخلوقات ، وبذلك كانت عبادته باطلة .