Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 16-20)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى - مبيناً كمال اقتداره ورحمته بخلقه - : { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً } أي : نجوماً كالأبراج والأعلام العظام يهتدى بها في ظلمات البر والبحر ، { وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ } فإنه لولا النجوم لما كان للسماء هذا المنظر البهي والهيئة العجيبة ، وهذا مما يدعو الناظرين إلى التأمل فيها ، والنظر في معانيها والاستدلال بها على باريها . { وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } إذا استرق السمع ، أتبعته الشهب الثواقب ، فبقيت السماء ، ظاهرها مجملاً بالنجوم النيرات ، وباطنها محروساً ممنوعاً من الآفات . { إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ } أي : في بعض الأوقات ، قد يسترق بعض الشياطين السمع بخفية واختلاس ، { فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ } أي : بين منير ، يقتله أو يخبله . فربما أدركه الشهاب قبل أن يوصلها الشيطان إلى وليه ، فينقطع خبر السماء عن الأرض ، وربما ألقاها إلى وليه قبل أن يدركه الشهاب ، فيضمُّها ويكذب معها مئة كذبة ، ويستدل بتلك الكلمة التي سمعت من السماء . { وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا } أي : وسعناها سعة يتمكن الآدميون والحيوانات كلها على الامتداد بأرجائها ، والتناول من أرزاقها ، والسكون في نواحيها . { وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ } أي : جبالاً عظاماً ، تحفظ الأرض بإذن الله أن تميد وتثبتها أن تزول { وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ } أي : نافع متقوم يضطر إليه العباد والبلاد ، ما بين نخيل وأعناب ، وأصناف الأشجار ، وأنواع النبات . { وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ } من الحرث ومن الماشية ، ومن أنواع المكاسب والحرف . { وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ } أي : أنعمنا عليكم بعبيد وإماء وأنعام ، لنفعكم ومصالحكم ، وليس عليكم رزقها ، بل خولكم الله إياها وتكفل بأرزاقها .