Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 80-84)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن أهل الحجر ، وهم قوم صالح الذين كانوا يسكنون الحجر المعروف في أرض الحجاز ، أنهم كذبوا المرسلين ، أي : كذبوا صالحاً ، ومن كذب رسولاً فقد كذب سائر الرسل ، لاتفاق دعوتهم ، وليس تكذيب بعضهم لشخصه ، بل لما جاء به من الحق الذي اشترك جميع الرسل بالإتيان به ، { وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا } الدالة على صحة ما جاءهم به صالح من الحق ، التي من جملتها تلك الناقة ، التي هي من آيات الله العظيمة . { فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } كبراً وتجبراً على الله ، { وَكَانُواْ } من كثرة إنعام الله عليهم ، { يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ } من المخاوف ، مطمئنين في ديارهم ، فلو شكروا النعمة وصدقوا نبيهم صالحاً عليه السلام ، لأدرَّ الله عليهم الأرزاق ، ولأكرمهم بأنواع من الثواب العاجل والآجل ، ولكنهم - لما كذبوا وعقروا الناقة ، وعتوا عن أمر ربهم وقالوا : { يَاصَالِحُ ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } [ الأعراف : 77 ] . { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ } فتقطعت قلوبهم في أجوافهم ، وأصبحوا في دارهم جاثمين هَلْكَى ، مع ما يتبع ذلك من الخزي واللعنة المستمرة { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } لأن أمر الله إذا جاء لا يرده كثرة جنود ، ولا قوة أنصار ، ولا غزارة أموال .