Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 114-118)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يأمر تعالى عباده بأكل ما رزقهم الله من الحيوانات والحبوب والثمار وغيرها . { حَلَـٰلاً طَيِّباً } أي : حالة كونها متصفة بهذين الوصفين ، بحيث لا تكون مما حرم الله ، أو أثراً عن غصب ونحوه . فتمتعوا بما خلق الله لكم من غير إسراف ولا تَعَدٍّ . { وَٱشْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ } بالاعتراف بها بالقلب ، والثناء على الله بها ، وصرفها في طاعة الله . { إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } أي : إن كنتم مخلصين له العبادة ، فلا تشكروا إلا إياه ، ولا تنسوا المنعم . { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ } الأشياء المضرة تنزيهاً لكم ، وذلك : كـ { ٱلْمَيْتَةَ } ويدخل في ذلك كل ما كان موته على غير ذكاة مشروعة ، ويستثنى من ذلك ، ميتة الجراد والسمك . { وَٱلْدَّمَ } المسفوح ، وأما ما يبقى في العروق واللحم فلا يضر . { وَلَحْمَ ٱلْخَنْزِيرِ } لقذارته وخبثه ، وذلك شامل للحمه وشحمه وجميع أجزائه . { وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ } كالذي يذبح للأصنام والقبور ونحوها ، لأنه مقصود به الشرك . { فَمَنِ ٱضْطُرَّ } إلى شيءٍ من المحرمات - بأن حملته الضرورة ، وخاف إن لم يأكل أن يهلك - فلا جناح عليه إذا لم يكن باغياً أو عاديا ، أي : إذا لم يرد أكل المحرم ، وهو غير مضطر ، ولا متعد الحلال إلى الحرام ، أو متجاوز لما زاد على قدر الضرورة ، فهذا الذي حرمه الله من المباحات . { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حَلاَلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ } أي : لا تحرموا وتحللوا من تلقاء أنفسكم ، كذباً وافتراء على الله وتَقَوُّلاً عليه . { لِّتَفْتَرُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } لا في الدنيا ، ولا في الآخرة ، ولا بد أن يظهر الله خزيهم وإن تمتعوا في الدنيا ، فإنه { مَتَاعٌ قَلِيلٌ } ومصيرهم إلى النار { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } . فالله تعالى ما حرّم علينا إلاّ الخبيثات ، تفضلاً منه ، وصيانة عن كل مستقذر . وأما الذين هادوا فحرم الله عليهم طيبات أحلت لهم بسبب ظلمهم عقوبة لهم ، كما قصه في سورة الأنعام في قوله : { وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَآ إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ ٱلْحَوَايَآ أَوْ مَا ٱخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذٰلِكَ جَزَيْنَٰهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَٰدِقُونَ } [ الأنعام : 146 ] .