Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 126-128)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى - مبيحاً للعدل ، ونادباً للفضل والإحسان - { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ } من أساء إليكم بالقول والفعل { فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } من غير زيادة منكم ، على ما أجراه معكم . { وَلَئِن صَبَرْتُمْ } عن المعاقبة ، وعفوتم عن جرمهم ، { لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ } من الاستيفاء ، وما عند الله خير لكم ، وأحسن عاقبة ، كما قال تعالى : { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ } [ الشورى : 40 ] ثم أمر رسوله بالصبر على دعوة الخلق إلى الله ، والاستعانة بالله على ذلك ، وعدم الاتكال على النفس ، فقال : { وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِٱللَّهِ } هو الذي يعينك عليه ويثبتك . { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } إذا دعوتهم ، فلم تر منهم قبولاً لدعوتك ، فإن الحزن لا يجدي عليك شيئاً . { وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ } أي : شدة وحرج ، { مِّمَّا يَمْكُرُونَ } فإن مكرهم عائد إليهم ، وأنت من المتقين المحسنين . والله مع المتقين المحسنين ، بعونه ، وتوفيقه وتسديده ، وهم الذين اتقوا الكفر والمعاصي ، وأحسنوا في عبادة الله ، بأن عبدوا الله كأنهم يرونه ، فإن لم يكونوا يرونه فإنه يراهم ، والإحسان إلى الخلق ببذل النفع لهم من كل وجه . نسأل الله أن يجعلنا من المتقين المحسنين .