Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 35-35)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : احتج المشركون على شركهم بمشيئة الله ، وأن الله لو شاء ما أشركوا ، ولا حرموا شيئاً من [ الأنعام ] التي أحلها كالبحيرة والوصيلة والحام ، ونحوها ، من دونه ، وهذه حجة باطلة ، فإنها لو كانت حقاً ما عاقب الله الذين من قبلهم حيث أشركوا به ، فعاقبهم أشد العقاب . فلو كان يحب ذلك منهم لما عذبهم ، وليس قصدهم بذلك إلا رد الحق الذي جاءت به الرسل ، وإلا فعندهم علم أنه لا حجة لهم على الله . فإن الله أمرهم ونهاهم ، ومكنهم من القيام بما كلفهم ، وجعل لهم قوة ومشيئة تصدر عنها أفعالهم . فاحتجاجهم بالقضاء والقدر من أبطل الباطل ، هذا وكل أحد يعلم بالحس ، قدرة الإنسان على كل فعل يريده ، من غير أن ينازعه منازع ، فجمعوا بين تكذيب الله وتكذيب رسله ، وتكذيب الأمور العقلية والحسية ، { فَهَلْ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلاَّ ٱلْبَلاغُ ٱلْمُبِينُ } أي : البين الظاهر ، الذي يصل إلى القلوب ، ولا يبقى لأحد على الله حجة ، فإذا بلغتهم الرسل أمر ربهم ونهيه ، واحتجوا عليهم بالقدر ، فليس للرسل من الأمر شيء ، وإنما حسابهم على الله عز وجل .