Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 66-67)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : { وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ } التي سخرها الله لمنافعكم { لَعِبْرَةً } تستدلون بها على كمال قدرة الله وسعة إحسانه ، حيث أسقاكم من بطونها المشتملة على الفرث والدم ، فأخرج من بين ذلك لبناً خالصاً من الكدر سائغاً للشاربين ، للذته ، ولأنه يسقي ويغذي ، فهل هذه إلا قدرة إلهية لا أمور طبيعية . فأي شيء في الطبيعة يقلب العلف الذي تأكله البهيمة ، والشراب الذي تشربه من الماء العذب والملح ، لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ؟ وجعل تعالى لعباده من ثمرات النخيل والأعناب منافع للعباد ومصالح ، من أنواع الرزق الحسن الذي يأكله العباد طرياً ونضيجاً ، وحاضراً ومدخراً ، وطعاماً ، وشراباً يتخذ من عصيرها ونبيذها ، ومن السكر الذي كان حلالاً قبل ذلك ، ثم إن الله نسخ حلَّ المسكرات ، وأعاض عنها بالطيبات من الأنبذة ، وأنواع الأشربة اللذيذة المباحة . { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } عن الله كمال اقتداره ، حيث أخرجها من أشجار شبيهة بالحطب ، فصارت ثمرة لذيذة وفاكهة طيبة ، وعلى شمول رحمته ، حيث عم بها عباده ويسرها لهم ، وأنه الإله المعبود وحده ، حيث إنه المنفرد بذلك .