Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 71-71)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذا من أدلة توحيده ، وقبح الشرك به ، يقول تعالى : كما أنكم مشتركون بأنكم مخلوقون مرزوقون ، إلا أنه تعالى { فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلْرِّزْقِ } فجعل منكم أحراراً لهم مال وثروة ، ومنكم أرقاء لهم ، لا يملكون شيئاً من الدنيا ، فكما أن سادتهم الذين فضلهم الله عليهم بالرزق ليسوا { بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ } ويرون هذا من الأمور الممتنعة ، فكذلك من أشركتم بها مع الله ، فإنها عبيد ليس لها من الملك مثقال ذرة ، فكيف تجعلونها شركاء لله تعالى ؟ ! هل هذا إلا من أعظم الظلم ، والجحود لنعم الله ؟ ! ! ولهذا قال : { أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } فلو أقروا بالنعمة ونسبوها إلى من أولاها ، لما أشركوا به أحداً .