Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 103-106)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : قل يا محمد ، للناس - على وجه التحذير والإنذار - : هل أخبركم بأخسر الناس أعمالاً على الإطلاق ؟ { ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } أي : بطل واضمحل كل ما عملوه من عمل ، يحسبون أنهم محسنون في صنعه ، فكيف بأعمالهم التي يعلمون أنها باطلة ، وأنها محادة لله ورسله ومعاداة ؟ ! فمن هم هؤلاء الذين خسرت أعمالهم ، فـ { خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } [ الزمر : 15 ] . { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ } أي : جحدوا الآيات القرآنية والآيات العيانية ، الدالة على وجوب الإيمان به وملائكته ، ورسله ، وكتبه ، واليوم الآخر . { فَحَبِطَتْ } بسبب ذلك { أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَزْناً } لأن الوزن فائدته ، مقابلة الحسنات بالسيئات ، والنظر في الراجح منها والمرجوح ، وهؤلاء لا حسنات لهم لعدم شرطها ، وهو الإيمان ، كما قال تعالى : { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً } [ طه : 112 ] لكن تعد أعمالهم وتحصى ، ويقررون بها ، ويخزون بها على رؤوس الأشهاد ، ثم يعذبون عليها ، ولهذا قال : { ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ } أي : حبوط أعمالهم ، وأنه لا يقام لهم يوم القيامة ، { وَزْناً } لحقارتهم وخستهم ، بكفرهم بآيات الله ، واتخاذهم آياته ورسله ، هزواً يستهزئون بها ، ويسخرون منها ، مع أن الواجب في آيات الله ورسله ، الإيمان التام بها ، والتعظيم لها ، والقيام بها أتم القيام ، وهؤلاء عكسوا القضية ، فانعكس أمرهم ، وتعسوا ، وانتكسوا في العذاب . ولما بين مآل الكافرين وأعمالهم ، بيَّن أعمال المؤمنين ومآلهم فقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ … } .