Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 109-109)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : قل لهم مخبراً عن عظمة الباري ، وسعة صفاته ، وأنها لا يحيط العباد بشيء منها : { لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ } أي : هذه الأبحر الموجودة في العالم { مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي } أي : وأشجار الدنيا من أولها إلى آخرها ، من أشجار البلدان والبراري ، والبحار أقلام ، { لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ } وتكسرت الأقلام { قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي } وهذا شيء عظيم ، لا يحيط به أحد . وفي الآية الأخرى : { وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَٱلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [ لقمان : 27 ] وهذا من باب تقريب المعنى إلى الأذهان ، لأن هذه الأشياء مخلوقة ، وجميع المخلوقات منقضية منتهية ، وأما كلام الله فإنه من جملة صفاته ، وصفاته غير مخلوقة ، ولا لها حد ولا منتهى ، فأيُّ سعة وعظمة تصورتها القلوب فالله فوق ذلك ، وهكذا سائر صفات الله تعالى ، كعلمه ، وحكمته ، وقدرته ، ورحمته ، فلو جمع علم الخلائق من الأولين والآخرين ، أهل السماوات وأهل الأرض ، لكان بالنسبة إلى علم العظيم ، أقل من نسبة عصفور وقع على حافة البحر ، فأخذ بمنقاره من البحر بالنسبة للبحر وعظمته ، ذلك بأن الله له الصفات العظيمة الواسعة الكاملة ، وأن إلى ربك المنتهى .