Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 13-14)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا شروع في تفصيل قصتهم ، وأن الله يقصها على نبيه بالحق والصدق ، الذي ما فيه شك ولا شبهة بوجه من الوجوه ، { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُواْ بِرَبِّهِمْ } وهذا من جموع القلة ، يدلّ ذلك على أنهم دون العشرة ، { آمَنُواْ } بالله وحده لا شريك له من دون قومهم ، فشكر الله لهم إيمانهم ، فزادهم هدى ، أي : بسبب أصل اهتدائهم إلى الإيمان ، زادهم الله من الهدى ، الذي هو العلم النافع ، والعمل الصالح ، كما قال تعالى : { وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى } [ مريم : 76 ] . { وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } أي صبَّرناهم وثبَّتناهم ، وجعلنا قلوبهم مطمئنة في تلك الحالة المزعجة ، وهذا من لطفه تعالى بهم وبره ، أن وفقهم للإيمان والهدى ، والصبر والثبات ، والطمأنينة . { إِذْ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي : الذي خلقنا ورزقنا ، ودبرنا وربانا ، هو خالق السماوات والأرض ، المنفرد بخلق هذه المخلوقات العظيمة ، لا تلك الأوثان والأصنام ، التي لا تخلق ولا ترزق ، ولا تملك نفعاً ولا ضراً ، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً ، فاستدلوا بتوحيد الربوبية على توحيد الإلهية ، ولهذا قالوا : { لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إِلـٰهاً } أي : من سائر المخلوقات { لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً } أي : إن دعونا معه آلهة ، بعد ما علمنا أنه الرب الإله ، الذي لا تجوز ولا تنبغي العبادة إلا له { شَطَطاً } أي : ميلاً عظيماً عن الحق ، وطريقاً بعيدة عن الصواب ، فجمعوا بين الإقرار بتوحيد الربوبية ، وتوحيد الإلهية ، والتزام ذلك ، وبيان أنه الحق وما سواه باطل ، وهذا دليل على كمال معرفتهم بربهم ، وزيادة الهدى من الله لهم .