Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 66-67)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المراد بالإنسان هاهنا ، كل منكر للبعث ، مستبعد لوقوعه ، فيقول - مستفهماً على وجه النفي والعناد والكفر - { أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } أي : كيف يعيدني الله حياً بعد الموت ، وبعد ما كنت رميماً ؟ ! ! هذا لا يكون ولا يتصور ، وهذا بحسب عقله الفاسد ومقصده السيء ، وعناده لرسل الله وكتبه ، فلو نظر أدنى نظر ، وتأمل أدنى تأمل ، لرأى استبعاده للبعث ، في غاية السخافة ، ولهذا ذكر تعالى برهاناً قاطعاً ، ودليلاً واضحاً ، يعرفه كل أحد على إمكان البعث فقال : { أَوَلاَ يَذْكُرُ ٱلإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } أي : أو لا يلفت نظره ، ويستذكر حالته الأولى ، وأن الله خلقه أول مرة ، ولم يك شيئاً ، فمن قدر على خلقه من العدم ، ولم يكن شيئاً مذكوراً ، أليس بقادر على إنشائه بعد ما تمزق ، وجمعه بعد ما تفرق ؟ وهذا كقوله : { وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } [ الروم : 27 ] . وفي قوله : { أَوَلاَ يَذْكُرُ ٱلإِنسَٰنُ } دعوة للنظر ، بالدليل العقلي ، بألطف خطاب ، وأن إنكار من أنكر ذلك ، مبني على غفلة منه عن حاله الأولى ، وإلا فلو تذكرها وأحضرها في ذهنه ، لم ينكر ذلك .